ضمن حكاية طويلة ومجدد دينهم في المائة التاسعة السيوطي : في «تاريخ الخلفاء» وغيرهما في غيرهما.
ولعمري لو لم يكن لابن الزبير الّا فرحته وسروره بمفارقة مثل أبي عبد الله عليهالسلام وخروجه من الحجاز لكفاه خزياً وخسارة وشقاراً وضلالة ، ولو كان له أدنى حظ من الايمان وأقل قسط من الايقان لما صار قرير العين بمسير الحسين صلوات الله وسلامه عليه بل بكى وذاب ألماً ، وصار قلبه لذلك مجروحاً وعينه مقروحاً وأطال الحزن والكآبة ، ويعنى بالشجن والسامة وهل يسرّ بالفراق الّا الشامت الكاشح والمبغض الغير الناصح.
عبد لله بن الزبير ومحاصرته لبني هاشم
ومن شنائع أطواره وقبائح أفعاله ما صدر منه بالنسبة إلى سيدنا محمد بن الحنفية وابن عباس من التشديد عليهما وايذائهما وحصرهما في الشعب واحضار الحطب لاحراقهما لامتناعهما من مبايعته مع عدم صلاحيته للخلافة بنص علماء القوم.
قال في الاستيعاب : قال علي بن زيد الجدعاني : كان عبد الله بن الزبير كثير الصلاة شديد البأس كريم الجدات ، والامّهات ، والخالات الّا انه كان فيه خلال لا تصلح للخلافة ، لانه كان بخيلاً ضيّق العطن سيّئ الخلق ، حسوداً ، كثير الخلاف أخرج محمد بن الحنفية ، ونفى عبد الله بن عباس إلى الطائف (١).
وبعد ملاحظة ما تقدم من تصريحهم بأن من رضي بامام باطل فانه يكفر
__________________
(١). الاستيعاب ٣ : ٩٠٦ رقم ١٥٣٥.