يحتمله المذكر ولا ينصرف فى المؤنث كهَجَر وواسط ألا ترى أن العرب قد كفتك ذلك لما جعلوا واسطا للمذكر صرفوه فلو علموا أنه شئ للمؤنث كعَناقٍ لم يصرفوه أو كان اسما غلب عليه التأنيثُ لم يصرفوه ولكنه اسم كغُرابٍ ينصرفُ فى المذكر ولا ينصرف فى المؤنث فاذا سميتَ به الرجلَ فهو بمنزلة المكانِ* وكَبْكَبُ اسم جبل مؤنث معرفة قال الاعشى
* يَكُنْ ما أساءَ النارَ فى رأسِ كَبْكَبَا*
وقيل هو مذكر وانما أنث على ارادة الثَّنِيَّةِ أو الصخرة فترك صرفه لذلك* وشَمَامِ مبنية على الكسر اسم جبل مؤنث معرفة* وكذلك وَبارِ وسيأتى ذكرهما وسَلْمَى وأَجَأُ جبلانِ لطَئِّى معروفانِ مؤنثان قال
أَبَتْ أَجَأُ أن تُسْلِمَ العامَ جارَها |
|
فمن شاءَ فلْيَنْهَضْ لها مِنْ مُقاتِلِ |
قال أبو حاتم أَجَا تهمز ولا تهمز وقد يجوز أن يكون حَمله على ذلك قولُ أبى النجم
* قد حَيَّرتْهُ جِنُّ سَلْمَى وأَجا*
فان كان ذلك فليس بدليل قاطع لانه خفف همزة أَجَأ لاقامة الرَّوِىِّ* فأما ثَبِيرٌ فمذكر قال أبو حاتم لُبْنُ ـ اسم جبل مؤنث فلذلك لم يصرف فى أشعار الفصحاء قال الراعى
* كَجَنْدَلِ لُبْنَ تَطَّرِدُ الصِّلَالا*
قال أبو العباس لُبْنان ـ جبل فى الشام ولُبْنَى آخَرُ بنَجْدٍ ولُبْنُ محذوفة منهما وانما ذهب طُفَيْلٌ والراعى الى الترخيم فى غير النداء اضطرارا وقد يجوز صرفه على قول أبى حاتم من أنه اسم مؤنث لانه اسم على ثلاثة أحرف ساكن الاوسط كهند* وحَوْرانُ مذكر قال امرؤ القيس
فلما بدا حَوْرانُ والآلُ دُونَهُ |
|
نَظَرْت فلم تَنْظُرْ بعَيْنَيْكَ مَنْظَرا |
فقال دونه ولم يقل دونها وترك الصرف لان فى آخره ألفا ونونا زائد تين وليس قول من زعم أن كل اسم بلدة فى آخره ألف ونون يذكر ويؤنث بصواب* والعِراقُ مذكر عند أكثر العرب قال الشاعر
انَّ العِراقَ وأَهْلَه |
|
عُنُقٌ إلَيْكَ فهَيْتَ هَيْتَ |