الفقيه أبو الحسن الغزّيّ السّمرقنديّ ، الحنفيّ المفتي.
رحل ليحجّ ، فحدّث في الطّريق ببغداد ، وبدمشق عن : أبيه ، وأخيه إسحاق ، ومحمد بن أحمد بن متّ الإشتيخنيّ (١) ، وإبراهيم بن عبد الله الرّازيّ نزيل بخارى ، وأبي سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسيّ ، ومنصور بن نصر الكاغديّ ، ومحمد بن يحيى الغياثيّ ، وغيرهم.
روى عنه : أبو عليّ الأهوازيّ ، وهو أكبر منه ، وأبو بكر الخطيب ، ومنصور بن عبد الجبّار السّمعانيّ ، والفقيه نصر المقدسيّ ، وفيد بن عبد الرحمن الهمذانيّ. وآخر من روى عنه أبو طاهر محمد بن الحسين الحنّائيّ.
قال الخطيب (٢) : كان من أهل العلم والتّقدّم في مذهب أبي حنيفة. قال لي : ولدت في شعبان سنة خمس وستّين وثلاثمائة. وكان أبي يذكر أنّه من العرب وأدركه أجله في الطّريق.
قلت : قد حدّث بدمشق بثلاثة أجزاء مشهورة ، وذلك في سنة إحدى وأربعين (٣).
__________________
ـ ٤٦٤ ، واللباب ١ / ٤٥٤ ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ١٧ / ١٩٦ رقم ٨٢ ، والعبر ٣ / ١٩٦ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٢٧ ، ١٤١٣ ، وسير أعلام النبلاء ١٧ / ٦٠٤ ، ٦٠٥ رقم ٤٠٤ ، والجواهر المضيّة ٢ / ٥٣٣ ، ٥٣٤ ، والطبقات السنية ، رقم ١٤٣٨ ، وشذرات الذهب ٣ / ٢٦٦ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٣ / ٢٩٦ ، ٢٩٧ رقم ١٠٢٧.
(١) الإشتيخني بالكسر الألف وسكون الشين المعجمة وكسر التاء المنقوطة بنقطتين من فوقها بعدها ياء معجمة بنقطتين من تحتها ساكنة وفتح الخاء المنقوطة وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى إشتيخن ، وهي قرية من قرى السغد بسمرقند على سبعة فراسخ منها. (الأنساب ١ / ٢٦٨).
(٢) في تاريخه ١١ / ٣٤٢.
(٣) وقال ابن عساكر : قرأت بخط غيث (الأرمنازي) قال : قال لي عبد الرحمن بن علي الكاملي لما قدم نصرويه صور تذاكر هو والفقيه سليم بن أيوب الرازيّ في الفقه ، وكان فقيها جيدا وغنيّا موسرا ، وذكر أنه معه شيء كثير من النقار والفضّة ، وأنه سافر إلى بلاد الروم فمات بها. قال غيث : وسألت الفقيه أبا الفتح نصر عن ابن نصرويه : أكان فقيها؟ فقال : نعم كان فقيها كبيرا إماما على مذهب أبي حنيفة. وحدّثني أنه لما قدم خرج إليه إلى باب الدار وقد نزل فيه ومعه دوابّ فسأله عن مسألة فتكلّم فيها عدّة أبواب كلاما حسنا ، ولم يمض إلى الفقيه سليم لما دخل صور ، ولا مضى الفقيه سليم إليه ، قال : وكان ورود ابن نصرويه للحج ورجع ولم يحجّ ومات بآمد. كل هذا كلام الفقيه نصر ، وهو أثبت فيما يحدّث به من الكاملي لا سيما وهو ملازم الفقيه سليم ، فلو اجتمعا لم يخف عليه حالهما ، ويجوز أن يكون أدرك عبد الرحمن سهو في ذلك.