وكتاب «المحلّى في شرح المجلّى» (١) في ثمانية أسفار في غاية التّقصّي (٢).
وله كتاب «التّقريب لحدّ المنطق والمدخل إليه» بالألفاظ العاميّة والأمثلة الفقهيّة (٣).
وكان شيخه في المنطق محمد بن الحسن المذحجيّ (٤) القرطبيّ المعروف بابن الكتّانيّ (٥) ، وكان شاعرا طبيبا مات بعد الأربعمائة (٦).
قال الغزاليّ رحمهالله : قد وجدت في أسماء الله كتابا ألّفه أبو محمد بن حزم الأندلسيّ يدلّ على عظم حفظه وسيلان ذهنه (٧).
وقال أبو القاسم صاعد بن أحمد : كان ابن حزم أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام ، وأوسعهم معرفة مع توسّعه في علم اللّسان ، ووفور حظّه من البلاغة والشّعر ، والمعرفة بالسّير والأخبار. أخبرني ابنه الفضل أنّه اجتمع عنده بخطّ أبيه أبي محمد من تأليفه نحو أربعمائة مجلّد ، تشتمل على قريب من ثمانين ألف ورقة (٨).
وقال الحميديّ (٩) : كان ابن حزم حافظا للحديث وفقهه ، مستنبطا للأحكام من الكتاب والسّنّة ، متفنّنا في علوم جمّة ، عاملا بعلمه. وما رأينا مثله فيما
__________________
(١) في سير أعلام النبلاء ١٨ / ١٩٤ : «المحلّى في شرح المجلّى بالحجج والآثار».
(٢) حقّقه العلّامة أحمد شاكر ، ثمّ حقّقه محمد منير الدمشقيّ في ١١ جزءا.
(٣) قال الحميدي ، واقتبسه الضبيّ : «سلك في بيانه وإزالة سوء الظنّ عنه وتكذيب الممخرقين به طريقة لم يسلكها أحد قبله فيما علمناه». وانظر : وفيات الأعيان ٣ / ٣٢٦.
(٤) المذحجي : بفتح الميم وسكون الذال المعجمة ، وكسر الحاء المهملة والجيم. نسبة إلى مذحج ، وهي قبيلة من اليمن. (الأنساب ١١ / ٢١٢).
(٥) انظر عن (ابن الكتاني) في :
جذوة المقتبس ٤٥ ، وطبقات صاعد ٨٢ ، والوافي بالوفيات ٢ / ٣٤٨ و ٣ / ١٦.
(٦) الإكمال لابن ماكولا ٧ / ١٨٧ ، وفيات الأعيان ٣ / ٤٢٦.
(٧) العبر ٣ / ٢٣٩ ، تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٧ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ١٨٧ ، نفح الطيب ٢ / ٧٨ ، لسان الميزان ٤ / ٢٠١ وفيه أن قول الغزالي في «شرح الأسماء الحسنى».
(٨) الصلة ٢ / ٤١٦ ، معجم الأدباء ١٢ / ٢٣٨ ، ٢٣٩ ، وفيات الأعيان ٣ / ٣٢٦ ، تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٤٧ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ١٨٧ ، نفح الطيب ٢ / ٧٨ ، لسان الميزان ٤ / ١٩٩.
(٩) في الجذوة ٣٠٨ و ٣٠٩.