سنة سبع وخمسين وأربعمائة
[الوقعة بإفريقية بين تميم بن المعزّ والناصر بن علناس]
فيها كان بإفريقية هيج عظيم وحروب ، فكانت وقعة مهولة بين تميم بن المعزّ ، وبين قرابته النّاصر بن علناس بن حمّاد ملك قلعة حمّاد ، وانتصر فيها تميم ، وقتل من زناتة وصنهاجة أربعة وعشرون ألفا ، ونجا النّاصر في نفر يسير.
وكان مع تميم خلق من العرب ، فغنموا شيئا كثيرا واستغنوا ، وكثرت أسلحتهم ودوابّهم (١).
[بناء مدينة بجّاية]
وفيها شرع النّاصر بن علناس في بناء مدينة بجّاية النّاصريّة ، وكان مكانها مرعى للدّوابّ والمواشي (٢).
[عبور ألب أرسلان نهر جيحون]
وفيها عبر السّلطان ألب أرسلان نهر جيحون ، ونازل جند (٣) وصيران (٤) ، وهما عند بخارى. وجدّه سلجوق مدفون بجند ، فنزل صاحبها إلى خدمته ، فلم
__________________
(١) الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٤ ـ ٤٦ ، نهاية الأرب ٢٤ / ٢٢٠ ، دول الإسلام ١ / ٢٦٨ ، البداية والنهاية ١٢ / ٩٢ ، البيان المغرب ١ / ٢٩٩.
(٢) الكامل في التاريخ ١٠ / ٤٦ ، نهاية الأرب ٢٤ / ٢٢٣ ، دول الإسلام ١ / ٢٦٨.
(٣) جند : بالفتح ثم السكون ، ودال مهملة. اسم مدينة عظيمة في بلاد تركستان بينها وبين خوارزم عشرة أيام تلقاء بلاد الترك مما وراء النهر قريب من نهر سيحون. (معجم البلدان ٢ / ١٦٨).
(٤) في الأصل : «صيران» بالياء المثنّاة من تحت ، والتصحيح من (معجم البلدان ٣ / ٣٩١) ، وهي بليدة فيها قلعة عالية بما وراء النهر ثم وراء نهر سيحون وهي مجتمع الغزّية ، صنف من الترك للصلح والتجارات ، وهي في طرف البرّيّة.