قال : وتوفّي ببغداد.
وقال القاضي شمس الدّين في «وفيات الأعيان» (١) : من طالع كتاب «الحاوي» (٢) شهد له بالتّبحّر ومعرفة المذهب. ولي قضاء بلدان كثيرة.
وله تفسير القرآن سمّاه «النّكت» (٣) ، وله «أدب الدّنيا والدّين» (٤) ، و «الأحكام السّلطانية» (٥) ، و «قوانين الوزارة وسياسة الملك» (٦) ، و «الإقناع في المذهب» وهو مختصر.
وقيل إنّه لم يظهر شيئا من تصانيفه في حياته ، وجمعها في موضع ، فلمّا دنت وفاته قال لمن يثق به : الكتب الّتي في المكان الفلانيّ كلّها تصنيفي ، وإنّما لم أظهرها لأنّي لم أجد نيّة خالصة ، فإذا عاينت الموت ووقعت في النّزع ، فاجعل يدك في يدي ، فإن قبضت عليها وعصرتها ، فاعلم أنّه لم يقبل منّي شيء منها ، فاعمد إلى الكتب والقها في دجلة. وإن بسطت يدي ولم أقبض على يدك ، فاعلم أنّها قبلت ، وأنّي قد ظفرت بما كنت أرجوه من [الله] (٧).
قال ذلك الشّخص : فلمّا قارب الموت ، وضعت في يده يدي ، فبسطها ولم يقبض على يدي ، فعلمت أنّها علامة القبول ، فأظهرت كتبه بعده.
قلت : آخر من روى عنه أبو العزّ بن كادش.
__________________
(١) ج ٣ / ٣٨٢.
(٢) قال الماوردي : بسطت الفقه في أربعة آلاف ورقة (يعني : الحاوي) واختصرته في أربعين (يعني الإقناع). انظر : المنتظم ٨ / ١٩٩ ، وتاريخ دولة آل سلجوق ٢٥ وفيه زيادة : «فيا لهما من بحرين نضبا ، وبدرين غربا ، وطودين وقعا ، وجودين أقلعا».
(٣) ويسمّى : «النكت والعيون».
(٤) ويسمّى أيضا : «البغية العليا في أدب الدين والدنيا».
(٥) ويسمّى : «الأحكام السلطانية في السياسة المدنية الشرعية» ، و «الأحكام السلطانية والولايات الدينية» ، وهو من أهم كتب الفقه السياسي الإسلامي ، وقد طبع طبعات كثيرة.
(٦) في «سير أعلام النبلاء» ١٨ / ٦٥ : «قانون الوزارة». نشرته مكتبة الخانجي بمصر ١٩٢٩ ، ثم أعادت دار الطليعة في بيروت نشره بتحقيق الدكتور رضوان السيد ، ١٩٧٩.
(٧) في الأصل بياض.