روى عنه جماعة كثيرة. وقد امتحن بفرط إنكاره. وقام عليه طائفة من المخالفين ، وشهدوا عليه بأنّه حروريّ يرى وضع السّيف في صالحي المسلمين.
وكانوا خمسة عشر شاهدا من الفقهاء والنّبهاء ، فنصره قاضي سرقسطة في سنة خمس وعشرين. وأشهد على نفسه بإسقاط الشّهود. وهو القاضي محمد بن عبد الله بن فرتون (١) رحمهالله (٢).
٢٩٢ ـ أحمد بن محمد بن إسماعيل (٣).
أبو بكر القيسيّ المعروف بابن السّبتيّ.
حجّ بعد السّبعين وثلاثمائة.
وسمع من : أبي محمد بن أبي زيد ، والدّاوديّ ، وعطيّة بن سعيد.
وسمع بقرطبة من ابن مفرّج القاضي.
وكان زاهدا عالما فاضلا.
توفّي بسنبتة وقد شاخ.
٢٩٣ ـ أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر (٤).
__________________
= الملتمس ١٥١ توفي في ذي الحجة سنة ٤٢٨ وله تسع وثمانون سنة. وذكر القاضي عياض التاريخين في : (ترتيب المدارك ٤ / ٧٥٠).
(١) هكذا في الأصل. وفي : تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٠٠ «فربون» ، وفي : سير أعلام النبلاء ١٧ / ٥٦٨ «قرنون».
(٢) وقال القاضي عياض : «سمع منه وحدّث عنه الجلّة ، وسماعا وإجازة. منهم : حاتم الطرابلسي ، وأبو عبد الله بن عتاب ، وابن المرابط ، وابن فوريش ، والموفشي ، وأبو عمرو بن الحرار ، واتسعت روايته. وتعيّن في علوم الشريعة. وغلب عليه القرآن والحديث ، وألف تواليف نافعة كثيرة كبارا ومختصرة ، احتسابا. ككتاب «الدليل إلى معرفة الجليل» نحو مائة جزء. وكتابه في «تفسير القرآن» ، نحو هذا. وكتاب «البيان في إعراب القرآن» ، و «فضائل مالك» ، و «رجال الموطّأ» ، وكتاب «الردّ على ابن مسرّة» ، وكتاب «الوصول إلى معرفة الأصول» ، وغير ذلك من تواليفه. قال حاتم [بن محمد الطرابلسي] : كان أبو عمر من أهل الإقامة بالعلم والضبط له ، وله علوم ما شاء حسنة.
قال ابن الحصار الخولانيّ : كان من الفضلاء الصالحين ، على هدى وسنّة ، قديم الطلب والعلم ، مقدّما في الفهم مجوّدا للقرآن ، حسن اللفظ ، فضائله جمّة أكثر من أن تحصى قال أبو معمر عمر المقرئ : وكان خيّرا فاضلا ، ضابطا لما روى. قال ابن الحذّاء : وكان فاضلا شديدا في كتاب الله تعالى ، سيفا على أهل البدع ، سكن قرطبة وأقرأبها ، ثم سكن المرية ، ثم إلبيرة ثم سرقسطة ، ثم عاد إلى بلده طلمنكة مرابطا». (ترتيب المدارك ٤ / ٧٥٠).
(٣) انظر عن (أحمد بن محمد بن إسماعيل) في : الصلة لابن بشكوال ١ / ٤٥ ، ٤٦ رقم ٩٣.
(٤) انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد) في : الأنساب ١٢ / ٤٠٠.