فقلت له : أيّها الحاكم ، في ما ذا؟
قال : في كتبه الحديث.
قال الخطيب في تاريخه (١) : حدّثني الأزهريّ قال : ورد ابن البيّع بغداد قديما فقال : ذكر لي أنّ حافظكم ، يعني الدّارقطنيّ ، خرّج لشيخ واحد مائة جزء ، فأروني بعضها.
فحمل إليه منها ، وذلك ممّا خرّجه لأبي إسحاق الطّبريّ ، فنظر في أوّل الجزء حديثا لعطيّة العوفيّ فقال : استفتح بشيخ ضعيف. ثمّ إنّه رمى الجزء من يده ، ولم ينظر في الباقي.
أخبرنا أبو الحسين عليّ بن محمد بن أحمد ببعلبكّ : أنبا أبو محمد عبد العظيم المنذريّ : سمعت عليّ بن الفضل : سمعت أحمد بن محمد الحافظ :سمعت محمد بن طاهر الحافظ يقول : سألت أبا القاسم سعد بن عليّ الزّنجانيّ الحافظ بمكّة قلت له : أربعة من الحفّاظ تعاصروا أيّهم أحفظ؟
فقال : من؟
قلت : الدّارقطنيّ ببغداد ، وعبد الغنيّ بمصر ، وأبو عبد الله بن مندة بأصبهان ، وأبو عبد الله الحاكم بنيسابور.
فسكت ، فألححت عليه ، فقال : أمّا الدّارقطنيّ فأعلمهم بالعلل ، وأمّا عبد الغني فأعلمهم بالأنساب ، وأمّا ابن مندة فأكثرهم حديثا مع معرفة تامّة ، وأمّا الحاكم فأحسنهم تصنيفا. رواها أبو موسى المدينيّ في ترجمة الحاكم ، بالإجازة عن ابن طاهر.
أخبرنا أبو بكر بن أحمد الفقيه : أنا محمد بن سليمان بن معالي ، أنا يوسف بن خليل ، أنا محمد بن إسماعيل الطّرسوسيّ ، ح ، وأنبأني أحمد بن سلامة ، عن الطّرسوسيّ ، أنّ محمد بن طاهر الحافظ كتب إليهم أنّه سأل أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاريّ عن الحاكم أبي عبد الله النّيسابوريّ فقال : ثقة في الحديث ، رافضيّ خبيث.
__________________
(١) ج ٥ / ٤٧٣ ، ٤٧٤.