وقال الحاكم : سمعت أبا بكر الأبهريّ المالكي شيخ الفقهاء ببغداد بلا مدافعة يقول : ما قدم علينا من الخراسانيين أفقه من أبي الحسين النيسابورىّ.
إبراهيم بن علي بن عبد الله الأعلى (١) أبو إسحاق الهجيمي البصري.
توفّي في آخر السنة.
سمع : جعفر بن محمد بن شاكر ، وعبد الرحيم بن دنوقا ، والحسن بن محمد بن أبي معشر ، وعبيد بن عبد الواحد ، ومحمد بن يونس ، وجماعة.
وعنه : طلحة بن يوسف المؤذّن ، وأبو بكر محمد بن الفضل البابسيري ، وأبو سعيد محمد بن علي النقّاش ، وجماعة.
وكان معمّرا من أبناء المائة ، وهو مقبول الحديث.
قال الرازيّ في مشيخته : سمعت عبد الرحيم بن أحمد البخاري يقول : رأى أبو إسحاق الهجيمي أنّه تعمّم ، فدوّر على رأسه مائة وثلاث دورات ، فعبّر له أنّه يعيش مائة وثلاث سنين ، فلم يحدّث حتى بلغ المائة ، ثم حدّث فقرأ القارئ وأراد أن يختبر عقله :
إنّ الجبان حتفه من فوقه |
|
كالكلب يحمي جلده بروقه (٢) |
فقال الهجيمي : كالثور ، فإنّ الكلب لا روق (٣) له ، ففرحوا بصحّة عقله.
__________________
(١) العبر ٢ / ٢٩١ ، الوافي بالوفيات ٦ / ٥٧ رقم ٢٤٩٨ ، النجوم الزاهرة ٣ / ٣٣٤ ، شذرات الذهب ٣ / ٨ ، المنتظم ٧ / ٢٣ ، سير أعلام النبلاء ١٥ / ٥٢٥ ، ٥٢٦ رقم ٣٠٢.
(٢) البيت لعامر بن فهيرة التيمي ، مولى أبي بكر الصّدّيق ، رضياللهعنهما ، استشهد ببئر معونة ، وكان إذا أصابته الحمّى يقول :
إنّي وجدت الموت قبل ذوقه |
|
إنّ الجبان حتفه من فوقه |
كلّ امرئ مجاهد بطوقه |
|
كالثور يحمي جلده بروقه |
(انظر : الموطّأ ٢ / ٨٩١ ، والإصابة لابن حجر ٤ / ١٤ ، ١٥ ، وفتح الباري ٧ / ٢٦٣).
(٣) الروق : الكلب.