توفّي في المحرّم.
أحمد بن محمد ، أبو العبّاس (١) الدّارميّ المصّيصي ، الشّاعر المشهور بالنّامي ، أحد شعراء سيف الدّولة الخواصّ ، وكان تلو المتنبّي في الرّتبة عند سيف الدّولة.
وكان عارفا باللّغة. أملى آدابا بحلب عن : علي بن سليمان الأخفش ، وابن درستويه الفارسيّ ، وأبي بكر الصّولي ، وجماعة.
روى عنه : أبو القاسم الحسين بن علي بن أسامة الحلبي ، وأبو الحسين أحمد بن علي أخوه ، [و] أبو بكر الخالديّ ، والقاضي أبو طاهر صالح بن جعفر الهاشمي.
وله في سيف الدّولة :
أمير العلى إنّ العوالي كواسب |
|
علاءك في الدّنيا وفي جنّة الخلد |
يمرّ عليك الحول سيفك في الطّلى |
|
وطرفك ما بين الشّكيمة واللّبد |
ويمضي عليك الدّهر فعلك للعلى |
|
وقولك للتّقوى وكفّك للرّفد (٢) |
وله مع المتنبّي وقائع ومعارضات في الأناشيد ، وليس هو من رجال المتنبّي ، ولكنّه شاخ ، وبقي شيخ الأدباء بالشام.
ذكر أبو الخطّاب بن عون قال : دخلت عليه فوجدت رأسه كالثّغامة بياضا ، وفيه شعرة واحدة سوداء ، فقلت له : يا سيّدي في رأسك شعرة سوداء ، فقال : نعم هذه بقيّة شبابي وأنا أفرح بها ، وليّ فيها :
رأيت في الرأس شعرة بقيت |
|
سوداء تهوى العيون رؤيتها |
فقلت للبيض إذ تروّعها |
|
بالله إلّا رحمت غربتها |
فقلّ لبث السوداء في وطن |
|
تكون فيه البيضاء ضرّتها (٣) |
__________________
(١) يتيمة الدهر ١ / ١٩٠ ـ ١٩٧ ، وفيات الأعيان ١ / ١٢٥ رقم ٥١ ، الوافي بالوفيات ٨ / ٩٦ رقم ٣٥٢٠.
(٢) الأبيات في وفيات الأعيان ١ / ١٢٦.
(٣) الأبيات في وفيات الأعيان ١ / ١٢٦.