وبهذا الإسناد إلى ابن مسرور. قال : أنشدنا أبو سهل لنفسه :
أنام على سهو وتبكي الحمائم |
|
وليس لها جرم ومنّي الجرائم |
كذبت وبيت الله لو كنت عاقلا |
|
لما سبقتني بالبكاء الحمائم (١) |
وقال الحاكم : سمعت الأستاذ أبا سهل ودفع إليه مسألة ، فقرأها علينا ، وهي :
تمنّيت شهر الصّوم لا لعبادة |
|
ولكن رجاء أن أرى ليلة القدر |
فأدعوا له النّاس دعوة عاشق |
|
عسى أن يريح العاشقين من الهجر |
فكتب أبو سهل في الحال :
تمنّيت ما لو نلته فسد الهوى |
|
وحلّ به للحين قاصمة الظّهر |
فما في الهوى طبّ ولا لذّة سوى |
|
معاناة ما فيه يقاسى من الهجر |
قال الحاكم : فتوفّي أبو سهل في ذي القعدة سنة تسع وستّين بنيسابور.
محمد بن صالح بن علي (٢) بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله ابن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العبّاس القاضي ، أبو الحسن الهاشمي العبّاسي البغدادي ، الكوفيّ الأصل ، المعروف بابن أمّ شيبان قاضي بغداد.
سمع : عبد الله بن زيدان (٣) البجلي ، ومحمد بن عقبة.
وروى عنه : أبو بكر البرقاني ، وغيره.
__________________
(١) البيتان في طبقات الشافعية للسبكي ٣ / ١٧١ ، والوافي بالوفيات ٣ / ١٢٤ ، وطبقات المفسرين للداوديّ ٢ / ١٥١.
(٢) تاريخ بغداد ٥ / ٣٦٣ ـ ٣٦٥ رقم ٢٨٨٩ ، المنتظم ٧ / ١٠٢ رقم ١٣٥ ، العبر ٢ / ٣٥٢ ، ٣٥٣ ، البداية والنهاية ١١ / ٢٩٦ ، شذرات الذهب ٣ / ٧٠ ، دول الإسلام ١ / ٢٢٨ ، النجوم الزاهرة ٤ / ١٣٧ ، الوافي بالوفيات ٣ / ١٥٦ رقم ١١١٣ ، كتاب الولاة وكتاب القضاة ٧٢ ، ٧٣ ، رفع الإصر ١٠٧ ب ، سير أعلام النبلاء ١٦ / ٢٢٦ ، ٢٢٧ رقم ١٦٠.
(٣) في الأصل «زيد».