وفي ابنه يقول ابن دريد مقصورته (١) التي يقول فيها :
إنّ ابن ميكال الأمير انتاشني |
|
من بعد ما قد كنت كالشيء اللّقا |
ومدّ ضبعيّ أبو العبّاس من |
|
بعد انقباض الذّرع والباع الوزا (٢) |
نفسي الفداء لأميريّ ومن |
|
تحت السّما لأميريّ الفداء |
قال الحاكم : سمعت محمد بن الحسين الوضّاحي (٣) ، سمعت أبا العبّاس يذكر صلة أبيه لابن دريد لما عمل هذه القصيدة ، قال الوضّاحي :
فقلت : ما وصل إليه من خاصّتك؟ قال : لم تصل يدي إذ ذاك إلّا إلى ثلاثمائة دينار ، وضعتها بين يديه.
سمع أبو العبّاس من : عبدان الأهوازي كتابا خصّه به ، فسمعت أبا عليّ الحافظ يقول : استفدت منه أكثر من مائة حديث. وسمع أيضا من السّرّاج ، وابن خزيمة ، وعلي بن سعيد العسكري ونحوهم. وأملى مدّة.
روى عنه : أبو علي الحافظ ، وهو أسند منه ، وأبو الحسين الحجّاجي ، وأبو عبد الله الحاكم وجماعة.
وقد عرضت عليه ولايات جليلة فامتنع.
أخبرنا محمد بن عبد السلام ، وأحمد بن هبة الله ، عن زينب المشعرية ، أن فاطمة بنت علي بن مظفّر أخبرتها قالت : أنا عبد الغافر بن محمد الفارسيّ ، أنا أبو العبّاس بن عبد الله ، أنا إسماعيل بن عبد الله ، أنا عبدان بن أحمد الجواليقيّ سنة ثمان وتسعين ومائتين ، ثنا زاهر بن نوح ، ثنا عبد الحميد بن الحسن الكوفي ، ثنا محمد بن المنكدر ، عن جابر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «العائد في هبته كالعائد في قيئه» (٤).
__________________
= للمرزباني ٣٤٢ ، العبر ٢ / ١٨٧ ، المحمدون من الشعراء ٢٠١ ، إنباه الرواة ٣ / ٩٢ ، مروج الذهب ٤ / ٣٢٠ ، وفيات الأعيان ٤ / ٣٢٣ رقم ٦٣٧ ، التهذيب للأزهري ١ / ٣١.
(١) شرحها التبريزي ، ونشرها المكتب الإسلامي بدمشق ١٩٦١ ، ص ١٣٧ ، ١٣٨.
(٢) الوزا : القصر.
(٣) الوضّاحي : بفتح الواو والضاد المشدّدة وبعد الألف حاء مهملة. هذه النسبة إلى الوضّاح.
(اللباب ٣ / ٣٦٩).
(٤) أخرجه الإمام أحمد في مسندة : ١ / ٢١٧ و ٢٥٠ و ٢٨٠ و ٢٩١ و ٣٣٩ و ٣٤٢ و ٣٤٥=