يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ) (١).
ثمّ أقول : قول المخالفين في لقب أبي بكر الصديق ، وفي لقب عمر الفاروق اطلاق من هذا الحديث ، كاطلاق أمير المؤمنين للشيخين ، حتّى صار الأمر إلى أن قيل لعلوج بني أميّة مثل يزيد بن معاوية ومروان «أمير المؤمنين».
وقوله «يعسوب المؤمنين» معناه أمير المؤمنين ، لأنّ اليعسوب هو أمير النحل (٢) ،
__________________
(١) ـ المطفّفين : ٢٨.
المقرّبون هم آل محمّد صلوات الله عليهم ، يقول الله (السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) : رسول الله صلىاللهعليهوآله وخديجة وعليّ بن أبي طالب عليهمالسلام وذرّيّاتهم ، والمقرّبون يشربون من تسنيم صرفا ، وسائر المؤمنين ممزوجا ، والتسنيم عين في الجنّة ، سمّيت تسنيما لارتفاع مكانها. تفسير الصافي ٥ : ١٢٠ ؛ المفردات في غريب القرآن ٢٤٥.
(٢) ـ ومن ألقابه عليهالسلام «يعسوب المؤمنين» ؛ قال الزجّاج في أماليه (ص ١٩) : قال أبو عبد الله الجدلي : دخلت على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فرأيت بين يديه ذهبا مصبوبا فقلت : ما هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال : هذا يعسوب المنافقين ، فقلت : وما معنى «يعسوب» يا أمير المؤمنين؟ فقال : هذا يلوذ به المنافقون ، كما يلوذ المؤمنون بي ، فأنا يعسوب المؤمنين.
وقال ابن الجوزيّ في تذكرة الخواصّ ص ٤ : ويسمّى عليّ عليهالسلام يعسوب المؤمنين ، لأنّ اليعسوب أمير النحل وهو أحزمهم ـ أي أقواهم ـ يقف على باب الكوارة ـ الكوارة شيء يتّخذ للنحل من القضبان ـ كلّما مرّت به نحلة شمّ فاها ، فإن وجد منها رائحة منكرة علم أنّها رعت حشيشة خبيثة فيقطعها نصفين ويلقيها على باب الكوارة ليتأدّب بها غيرها ، وكذا عليّ عليهالسلام يقف على باب الجنّة فيشمّ أفواه الناس ، فمن وجد منه رائحة بغضه ألقاه في النّار.
وانظر : مسند أحمد ٥ : ٣١ ؛ سنن الترمذيّ ٥ : ٦٣٥ ؛ سنن ابن ماجة ١ : ٤٤ ؛ حلية الأولياء ١ : ٦٦ ؛ مجمع الزوائد ٩ : ١٢٤ ؛ المناقب للخوارزميّ ٤٠ ، ٢٩٥ ؛ مناقب عليّ بن أبي طالب عليهالسلام لابن المغازلي ٦٥ ؛ المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٣٧ ؛ ذخائر العقبى ٥٦ ، ٧٠ ؛ الرياض النضرة ٢ : ١٥٥ ؛ تاريخ بغداد ٥ : ٤١٦ ؛ أخبار اصبهان ٢ : ٢٩٩ ؛ كفاية الطالب ١٨٨ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٣ : ٢٨٨ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٧٦ ؛ مصابيح السنّة ٤ : ١٧٢.
أمالي الصدوق ٣٠١ و ٣٨٥ ؛ معاني الأخبار ٣١٤ ؛ الاختصاص ٥٣ ؛ الأمالي للطوسي ٣٤٥ و ٥٥٢ ؛ فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام لابن عقدة ١٧ ـ ٢٠ ؛ مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ٢ : ٣٥١ ؛ إعلام