وتفيد العبارة التى تحملها الصفحة الأُولى من هذا الكتاب أَن هذه النسخة قوبلت على نسختين :
ا ـ أُولاهما لأبى موسى سليمان بن محمد بن أَحمد الحامض ، نزيل الكوفة وكانت وفاته سنة ٣٠٥ ه.
ب ـ وثانيتهما للسكرى أَبى سعيد الحسن بن الحسين ، وكانت وفاته سنة ٢٧٥ ه.
وهذه النسخة التى بين أَيدينا ، والتى قوبلت على نسختى الحامض والسكرى تحمل ورقتها الأُولى أَيضا ما يفيد أنها كانت ملكا لعبد الله بن يوسف بن هشام الأَنصارى النحوى ، نزيل مصر ، وكانت وفاته سنة ٧٦١ ه ، ثم ورثها عنه ابنه محمد ، نزيل مصر أَيضا ، وكانت وفاته سنة ٧٩٩ ه.
ومن بعد عبد الله الأَنصارى وابنه محمد ملكها على بن محمد القابونى الحنفى ـ نسبة إِلى قابون : موضع بينه وبين دمشق نحو من ميل ـ وكانت وفاة على القابونى هذا سنة ٨٤٤ ه.
ويبدو أَن النسخة بعد وفاة القابونى آلت إِلى خطيب داريا محمد بن أَحمد.
وداريا : قرية كبيرة من قرى دمشق. ولا ندرى متى كانت وفاة خطيب داريا هذا محمد بن أَحمد.
وفى وجه الورقة ٩٢ ، وكذا فى وجه الورقة ٢٠٢ ، كتب بالخط المغربى اسم محمد ابن عبد الرحمن بن أَحمد بن العاصى ، ومحمد هذا كان من أَهل المرية ، وكان من النحاة ، وكانت وفاته بعد الثلاثين وخمسمائة.
وهذا يعنى أَن النسخة كانت عند محمد بن عبد الرحمن بالمرية قبل أَن تنتقل إِلى مصر إِلى ملك ابن هشام ، ثم ملك ابنه محمد من بعده ، ثم كان انتقالها إِلى الشام.
ونكاد نقطع أَن هذه النسخة التى دخلت مصر هى التى أَفاد منها السيوطى ، على أَية صورة كانت هذه الإِفادة ، وهى التى قد يكون أَفاد منها البكرى قبل أَن تدخل إِلى مصر.