ضربجيات : زائفات
ما الشِّعر وَيْحَ أَبيه مِن صِناعته |
|
لكنْ صناعتُه بُخْلٌ وَحالاتُ |
ودَنُّ خَلّ ثَقيل فوق عاتقه |
|
فيه رُعَيْثاء مَخْلوطٌ وصَحْناةُ |
الرُّعيثاء : عُشب. وصَحْناة : إِدام من صغار السّمك.
فلو رأَيتَ أَبا عَمْرٍو ومِشْيته |
|
كأَنه جاحظُ العَيْنين نَهَّات |
نَهّات : نَهّاق.
غير أَن هذا الذى نيل من أَبى عمرو بسببه ، وكان هو فيه على رأْى قد خولف فيه ، لم يسقط عنه عدالته العلمية والأَدبية ، وبقى بين العلماءِ الثقة المرتضى فيما يقول ، يقول ثعلب فى أماليه ، نقلا عن أَبى الحسن الطوسى : إِن المشايخ كانوا يقولون : كل ما رأيته بعينك فهو عوج ، بالفتح ، وما لم تر بعينك يقال فيه : عوج ، بالكسر. وحكى عن أَبى عمرو أَنه قال فى مصدر «عوج» : عوجا ، بالفتح. ويقال فى الدين : عوج ، بالكسر ، وفى العصا والحائط : عوج ، بالفتح ، إِلا أَن تقول : عوج عوجا ، فحينئذ تفتح ، ولم يقل هذا غير أَبى عمرو من علمائنا ، وهو الثقة.
وعلى الرغم من هذا فلقد كانت للرجل تصحيفات تَعقّبه فيها العلماء ، يقول الطُّوسى : صَحّف أَبو عمرو الشيبانىّ فى عجز بيت ؛ فقال :
فَرُعْلة ما بَيْن أُدمان فالكُدَى
فقيل له : إِنما هو :
رَمينا بها شَهْبَى بَوانَةَ عُوَّدَا |
|
فرُعْلَةُ مِنّا بَين أُدمان فالكُدَى |
ويقول عبد الله بن شَيخ الأَسدىّ : كنا عند أَبى عمرو الشيبانى فأَنشد للكميت ابن زيد الأَسدى ، يمدح مخلد بن يزيد بن المهلب :
وبَنِىّ مِنك إِلى مواهبَ جزْلةٍ |
|
رفْداً مِن المَعروف غيرَ تَفرُّقِ |