ولد العجم ، ولقد كان خلف من أَبناءِ الصغد ، وكان على بن الحسن رجلا من الجند من رجال النوبة ، ويكاد لقب اللؤلئى يملى هو الآخر شيئا من ذلك ، وكما كان هؤلاءِ الثلاثة كان أَبو عمرو ، فلقد عرفت أَنه كان مولى ، وأزيدك هنا أَن أُمَّه كانت من الصغد ، يحدثنا بذلك أَبو زيد الأنصارى سعيد بن أَوس ، وقد كان معاصرا لأبى عمرو ، فلقد كانت وفاته فيما بين سنة عشرة وبين سنة خمس عشرة بعد المائتين ، فلقد قيل لأَبى زيد : إن أَبا عمرو الشيبانى يروى هذا الحرف للأَعشى :
بساياط حتى مات وهو محزرق
بكسر الراءِ ـ يعنى كلمة : محزرق ـ فقال : إنها نبطية ، وأُم أَبى عمرو نبطية ، فهو أَعلم بها منا. والنبط ، كما نعلم ، جيل كانوا ينزلون بالبطائح بين العراقين.
وهكذا نرى كيف لقب أَبو عمرو بالأَحمر مع هؤلاءِ الثلاثة الذين ذكرناهم ، والغريب أَن هذا اللقب ، وهو الأَحمر ، جاءَ فى معجم الأدباءِ : الأَحوص ، ولا ندرى كيف وقع هذا ، وأَكبر الظن أَنه تحريف ، وإِذا ذكرنا ما يرويه ياقوت ، عن أمالى أَبى إِسحاق النجيرمى ، أَن أَبا عمرو كان من الدهاقين ، أَى من تجار العجم ، تأَكد لنا ما يقوله أَبو زيد ، وتأَكد لنا لِمَ لُقب بالأحمر.
(ب) مولده ووفاته :
وتسكت المراجع كلها عن السنة التى ولد فيها أَبو عمرو ، ثم هى تختلف فى سنة وفاته ، فيذكر المرزبانى ، وابن النديم ، وهما أَقدم من أرخا له ، أَن وفاته كانت سنة ثلاث عشرة ومائتين ؛ ولقد تبعهما فى ذلك ابن خلكان ، وابن كثير ، والقفطى نقلا عن أَحمد بن كامل القاضى ؛ ويزيد القفطى وابن كثير أَن وفاته كانت ببغداد فى اليوم الذى مات فيه أَبو العتاهية وإِبراهيم الموصلى.
ثم يذكر القفطى خبر تلك الوفاة مرتين أخريين ، إحداهما نقلا عن الجاحظ ، فيقول : إنها كانت سنة ست عشرة ومائتين ، ثم يذكرها مرة ثانية غير منسوبة ، فيقول : مات أَبو عمرو سنة عشر ومائتين يوم السعانين.