رهيب ، كأنّه
اصطدام سيّارة بباب البيت ، ثمّ تلاه ضوضاء وصخب ، خارج المنزل.
أزحت الستارة من
الشبّاك فرأيتُ رجلين يترنّحان ويعربدان ، والغريب جدّاً أنّهما كانا عاريين
تماماً ، فذُهلنا ـ أنا وزوجتي ـ ، ولم نَرَ في الشارع أحداً غيرهما. ولم يخرج
أحدٌ من داره إلّا رجلا واحداً ، من الجيران ، كنتُ أعرفه من خلال المدرسة زميلاً
في الصفّ ، لكنّي أكرهه وأبتعد منه ، لكونه شيعياً ، رافضيّاً!
وبالرغم من السنين
الطوال التي كان يعيشها معنا في حارة واحدة ، وشارع واحد ، فإنّي لم أجد له في
قلبي موضعاً ، فهو يُخالفني في العقيدة والسيرة : أنا سلفيٌّ وهّابيٌّ ، وهو
شيعيٌّ رافضيّ ، وأنا أميريٌّ متعصّبٌ ، وهو شعوبيٌّ خارجيٌّ.
لم أرَ في الشارع
، تلك الليلة خارجاً من الدار إلّا