ونحوه روى مصنف كتاب المحاسن وأنفاس الجواهر.
فلينظر العاقل من نفسه هل يجوز له تقليد مثل هؤلاء إن كان هذا نقلهم صحيحا وأنهم قصدوا بيت النبي ص لإحراق أولاده على شيء لا يجوز فيه هذه العقوبة مع مشاهدتهم تعظيم النبي ص لهم.
وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ يَخْطُبُ فَعَبَرَ الْحَسَنُ وَهُوَ طِفْلٌ صَغِيرٌ فَنَزَلَ مِنْ مِنْبَرِهِ وَقَطَعَ الْخُطْبَةَ وَحَمَلَهُ عَلَى كَتِفِهِ وَأَصْعَدَهُ الْمِنْبَرَ ثُمَّ أَكْمَلَ الْخُطْبَةَ (١)
وَبَالَ الْحُسَيْنُ يَوْماً فِي حَجْرِهِ وَهُوَ صَغِيرٌ فَزَعَقُوا بِهِ فَقَالَ لَا ترزموا [تُزْرِمُوا] عَلَى وَلَدِي بَوْلَهُ (٢).
مع أن جماعة لم يبايعوا (٣) فهلا أمر بقتلهم (٤).
__________________
ـ وتاريخ أبي الفداء ج ١ ص ١٥٦
أقول : بعد ما سمعت بضعة المصطفى أصواتهم ، وهي تبكي حزينة كئيبة ، نادت بأعلى صوتها : «يا أبت يا رسول الله : ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب ، وابن أبي قحافة؟ (راجع : الإمامة والسياسة ج ١ ص ١٣ ، والإمام علي لعبد الفتاح عبد المقصود ج ١ ص ٢٢٥ وأعلام النساء ج ٣ ص ٦ و ٢١).
وقد رآها عمر تصرخ وتولول ، ومعها نسوة من الهاشميات تنادي : يا أبا بكر ، ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله ، والله لا أكلم عمر حتى ألقى الله. (شرح النهج لابن أبي الحديد ج ١ ص ١٣٤ وج ٢ ص ٥ و ١٩).
(١) وفي أسد الغابة ج ٢ ص ١٤ ، والتاج الجامع للأصول ج ٣ ص ٣٥٩ بلفظ آخر.
(٢) مجمع الزوائد ج ١ ص ٢٨٥ ومسند أحمد ج ٢ ص ٣٤٨ ، وذخائر العقبى ص ١٣١
(٣) وهم من كبار الصحابة ، كأبي ذر الغفاري ، وسلمان الفارسي ، والمقداد بن الأسود الكندي ، وعمار بن ياسر ، وخالد بن سعيد بن العاص ، وبريد الأسلمي ، وأبي بن كعب ، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ، وجابر بن عبد الله الأنصاري ، وأبو أيوب الأنصاري ، وأبو الهيثم بن التيهان ، وسهل بن حنيف ، وعثمان بن حنيف ، وحذيفة بن اليمان ، وسعد بن عبادة ، وقيس بن سعد ، وعباس بن عبد المطلب ، وابنيه الفضل والعباس ، والزبير ، وزيد بن أرقم. كما ذكرهم اليعقوبي في تاريخه ج ٢ ص ١٢٤ ، ومحمد كرد علي في خطط الشام ، وابن أبي الحديد في شرح النهج ج ١ ص ٧٤ وص ١٣٢
(٤) العقد الفريد ج ٢ ص ٢٥٠ وتاريخ أبي الفداء ج ١ ص ١٥٦