الكوفة أنّه لم ير بالكوفة من زمن ابن مسعود رضياللهعنه إلى زمن أبي العبّاس ابن عقدة أحفظ منه (١).
أبو أحمد الحاكم قال : قال لي ابن عقدة : دخل البرديجيّ الكوفة ، فزعم أنّه أحفظ منّي. فقلت : لا تطول ، نتقدّم إلى دكّان ورّاق ، ونضع القبّان ، ونزن من الكتب ما شئت. ثمّ يلقى علينا فنذكره.
قال : فبقي (٢).
قال الحاكم : سمعت أبا عليّ الحافظ يقول : ما رأيت أحفظ لحديث الكوفيّين من ابن عقدة (٣).
وعن ابن عقدة قال : أنا أجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت وبني هاشم (٤).
روى هذا عنه أيضا الدّار الدّارقطنيّ.
وعن ابن عقدة قال : أحفظ مائة ألف حديث (٥) بالإسناد والمتن ، وأذاكر بثلاثمائة ألف حديث (٦).
وقال عبد الغنيّ : سمعت الدّار الدّارقطنيّ قال : كان ابن عقدة يعلم ما عند النّاس ، ولا يعلم النّاس ما عنده (٧).
وقال أبو سعد المالينيّ : أراد ابن عقدة أن ينتقل ، فكانت كتبه ستّمائة حملة (٨).
قلت : وكلّ أحد يخضع لحفظ ابن عقدة ، ولكنّه ضعيف قال أبو أحمد بن عديّ : كان أبو العبّاس صاحب معرفة وحفظ ، ومقدّم في هذه الصّنعة ، إلّا أنّي رأيت مشايخ بغداد يسيئون الثّناء عليه ، ورأيت فيه
__________________
(١) تاريخ بغداد ٥ / ١٦.
(٢) تاريخ بغداد ٥ / ١٦ أي : بهت.
(٣) المصدر نفسه.
(٤) المصدر نفسه.
(٥) في رجال الطوسي ٤٤٢ ، وفي رجال الحلّي ٢٠٤ : «أحفظ مائة وعشرين ألف حديثا بأسانيدها».
(٦) رجال الطوسي ٤٤٢ ، رجال الحلّي ٢٠٤.
(٧) تاريخ بغداد ٥ / ١٨.
(٨) المصدر نفسه.