وببلده من : أبي وهب بن أبي نخيلة ، ومحمد بن عزرة (١).
وكان حافظا للفقه ، بصيرا به وبالحديث والعلل والرّجال مع ورع وفضل.
دارت عليه الفتيا بموضعه ، وله أوضاع حسنة.
واستقدم إلى قرطبة وأخرجت إليه أصول ابن وضّاح الّتي سمع منها ، فسمعت منه. وسمع منه عالم عظيم.
أخذ عنه : أبو محمد القلعيّ (٢) ، وأحمد بن العجوز والد الشيخ عبد الرّحيم ، ومحمد بن عليّ ابن الشّيخ السّبتيّ (٣) ، وأبو عمر أحمد بن محمد بن الجسور ، وأحمد بن القاسم التّاهرتيّ ، وآخرون.
وتوفّي ببلده بعد رجوعه من قرطبة في نصف شعبان ، وسمع منه الإمامان :
أبو محمد بن حزم ، وابن عبد البرّ من أصحابه.
وحدّث بمسند ابن أبي شيبة.
وقد كانت منه هفوة في المعتقد في القدر ، نسأل الله السّلامة في الدّين.
قال ابن الفرضيّ (٤) : محمد بن المفرّج القرطبيّ ترك لأنّه كان يدعو إلى بدعة وهب بن مسرّة.
__________________
(١) هو : محمد بن عزرة الحجاري الأندلسي من وادي الحجارة. مات بها سنة ٣١٣ ه. (الأنساب ٤ / ٦٢).
(٢) القلعيّ : أحسبه منسوب إلى : قلعة أيوب ، مدينة عظيمة بالأندلس بالثغر ، وكذا ينسب إليها فيقال ثغريّ ، من أعمال سرقسطة. (معجم البلدان ٤ / ٣٩٠).
(٣) السّبتي : بفتح السين المهملة وسكون الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها. وهذه النسبة إلى سبتة مدينة من بلاد المغرب من بلاد العدوة على ساحل البحر.
(الأنساب ٧ / ٢٦).
(٤) في تاريخ علماء الأندلس.