وآخر من روى عنه في الأرض أبو نعيم الحافظ كتابة.
وقال الحاكم : سمعت أبا العبّاس يقول : حدّثت بكتاب «معاني القرآن» للفرّاء سنة نيّف وسبعين ومائتين.
وسمعت محمد بن حامد يقول : سمعت أبا حامد الأعمشيّ يقول : كتبنا عن أبي العبّاس بن يعقوب الورّاق سنة خمس وسبعين في مجلس محمد بن عبد الوهّاب الفرّاء.
سمعت محمد بن الفضل : سمعت جدّي أبا بكر بن خزيمة وسئل عن سماع كتاب «المبسوط» تأليف الشّافعيّ ، من الأصمّ فقال : اسمعوا منه فإنّه ثقة ، رأيته يسمع بمصر.
وقال : سمعت أبا أحمد الحافظ : سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول : ما بقي لكتاب «المبسوط» راو غير أبي العبّاس الورّاق. وبلغنا أنّه ثقة صدوق.
قال الذّهبيّ : وقع لنا جملة من طريق الأصمّ. من ذلك «مسند الشّافعي» في مجلّد. وهو المسند لم يفرده الشّافعيّ رحمهالله ، بل خرّجه أبو جعفر محمد بن جعفر بن مطر لأبي العبّاس الأصمّ ممّا كان يروي عن الرّبيع ، عن الشّافعيّ ، من كتاب «الأم» ، وغيره.
قال الحاكم : قرأت بخطّ أبي عليّ الحافظ يحثّ الأصمّ على الرجوع عن أحاديث أدخلوها عليه ، منها حديث الصّغانيّ ، عن عليّ بن حكيم في قبض العلم ، وحديث أحمد بن شيبان ، عن سفيان ، عن الزّهريّ ، عن سالم ، عن أبيه : بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم سريّة (١).
فوقّع الأصمّ : كلّ من روى عنّي هذا فهو كذّاب ، وليس هذا في كتابي.
__________________
(١) الحديث بتمامه في : موطّأ الإمام مالك ـ ص ٢٩٨ ، ٢٩٩ رقم ٩٧٨ في كتاب الجهاد ، باب :
جامع النفل في الغزو ، وعن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعث سريّة فيها عبد الله بن عمر قبل نجد ، بلادا كثيرة ، فكان سهمانهم اثنتي عشرا بعيرا ، أو أحد عشر بعيرا ، ونفّلوا بعيرا بعيرا».
ورواه البخاري من طريق مالك (٣١٣٤) ، ورواه مسلم (١٧٤٩) وأحمد في المسند ٢ / ٦٢.