كذلك إلى آخر كتاب «المبسوط» وله كتاب «الأسماء والصّفات» ، وكتاب «الإيمان والقدر» ، وكتاب «فضل الخلفاء الأربعة» ، وكتاب «الرّؤية» ، وكتاب «الأحكام» ، وكتاب «الإمامة» ، وكان يخلف ابن خزيمة في الفتوى بضع عشرة سنة في الجامع وغيره. وسمعته وهو يخاطب فقيها فقال : حدّثونا عن سليمان بن حرب. فقال ذلك الفقيه : دعنا من حدّثنا إلى متّى حدّثنا وأخبرنا.
فقال الصّبغيّ : يا هذا ، لست أشمّ من كلامك رائحة الإيمان ، ولا يحلّ لك أن تدخل داري. ثمّ هجره حتّى مات.
وسمعت محمد بن حمدون يقول : صحبت أبا بكر الصّبغيّ سنين ، فما رأيته قطّ ترك قيام اللّيل ، لا في سفر ولا في حضر.
قال الحاكم : وسمعت أبا بكر غير مرّة إذا أنشد بيتا يفسّره ويغيّره ، يقصد ذلك ، وكان يضرب المثل بعقله ورأيه. سئل عن الرجل يدرك الركوع ولم يقرأ الفاتحة. فقال : يعيد الرّكعة.
ثمّ صنّف هذه المسألة : وروي عن أبي هريرة وعن جماعة من التّابعين قالوا : يعيد الركعة.
ورأيته غير مرّة إذا أذّن المؤذّن يدعو بين الأذان والإقامة ثمّ يبكي ، وربّما كان يضرب برأسه الحائط ، حتّى خشيت يوما أن يدمي رأسه.
وما رأيت في جميع مشايخنا أحسن صلاة منه. وكان لا يدع أحدا يغتاب في مجلسه.
وثنا قال : ثنا يعقوب القزوينيّ ، فذكر حديثا.
ثمّ قال الحاكم : كتبه عنّي الدّار الدّارقطنيّ ، وقال : ما كتبته عن أحد قطّ.
وسمعت أبا بكر الصّبغيّ يقول : حملت إلى الرّيّ وأبو حاتم حيّ ، وسألته عن مسألة في ميراث أبي. ثمّ انصرفنا إلى نيسابور وسمعت أبا بكر يقول : خرجنا من مجلس إبراهيم الحربيّ ومعنا رجل كثير المجون ، فرأى أمردا فتقدّم فقال : السّلام عليك. وصافحه وقبّل عينيه وخدّه ، ثم قال :
ثنا الدّبريّ بصنعاء بإسناده أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : إذا أحبّ أحدكم أخاه فليعلّمه.