السّوس ، فهزمهم الخرشنيّ ، وساق وراءهم ، فخرج البريديّ وأخوه في طيّار ، وحملوا معهم ثلاثمائة ألف دينار ، فغرق بهم الطّيّار ، فأخرجهم الغوّاصون ، واستخرجوا بعض الذّهب لبجكم ، ووافوا البصرة ، ودخل بجكم الأهواز ، وكتب إلى ابن رائق بالفتح (١).
ودخل البريديّون البصرة واطمأنّوا ، فساق ابن رائق بنفسه إلى البصرة في نصف شوّال. فهرب البريديّ إلى جزيرة أوال (٢) ، ووافاه بجكم.
وسار ابن رائق وجيشه ليدخلوا البصرة ، فقاتلهم أهلها ومنعوهم لظلمهم.
وذهب البريديّ إلى فارس ، واستجار بعليّ بن بويه فأجاره ، وأنفذ معه أخاه وأبا الحسين أحمد بن بويه لفتح الأهواز (٣). وبلغ ابن رائق ذلك ، فجهّز بجكم إلى الأهواز ، فقال : لست أحارب هؤلاء إلّا بعد أن تحصل لي إمارتها وخراجها. فقال ابن رائق : نعم. وأمضى له ذلك على مائة وثلاثين ألف دينار في السّنة (٤).
ودام أهل البصرة على عصيان ابن رائق لسوء سيرته ، فحلف إن تمكّن من البصرة ليجعلها رمادا. فازدادا غيظهم منه (٥).
[ولاية بدير لدمشق]
وفيها ولي إمرة دمشق بدير (٦) مولى محمد بن طغج ، فأقام بها إلى سنة سبع وعشرين.
__________________
(١) تجارب الأمم ٥ / ٣٧١ ، العيون والحدائق ج ٤ ق ٢ / ٤٩ ، ٥٠ ، الكامل في التاريخ ٨ / ٣٣٥ ، نهاية الأرب ٢٣ / ١٤٠.
(٢) أوال : بالضم ، ويروى بالفتح ، جزيرة يحيط بها البحر بناحية البحرين فيها نخل كثير وليمون وبساتين. (معجم البلدان ١ / ٢٧٤).
(٣) العيون والحدائق ج ٤ ق ٢ / ٥٠.
(٤) تكملة تاريخ الطبري ١ / ١٠٣ ـ ١٠٥ وفيه زيادة : «وأقطعه إقطاعا بخمسين ألف دينار ونفذ» ، تجارب الأمم ٥ / ٣٧٢ ـ ٣٧٤ ، الكامل في التاريخ ٨ / ٣٣٤ ـ ٣٣٧.
(٥) نهاية الأرب ٢٣ / ١٤١ ، العبر ٢ / ٢٠٤ ، دول الإسلام ١ / ٢٠٠.
(٦) هكذا في الأصل. وفي : أمراء دمشق للصفدي ١٧ رقم ٥٨ : «بدر الإخشيدي المعروف ببدير ، وليها من قبل مولاه الإخشيد في أيام الراضي بالله».