٥٧٠ ـ محمد بن بدر (١).
القاضي أبو بكر ، مولى يحيى بن حكيم ، الكتّانيّ ، المصريّ ، والفقيه الحنفيّ. كان أبوه روميّا صيرفيّا موسرا ، خلّف لمحمد مائة ألف دينار سوى الأملاك ، ولمحمد يومئذ عشرون سنة. فكتب الحديث والفقه ، ولازم الطّحاويّ ، وتعلّم الفروسية ولزم الرّباط.
وسمع من : عليّ بن عبد العزيز البغويّ ، وأبي الزّنباع روح بن الفرج ، وأبي يزيد القراطيسيّ.
وكان من محبّته للقضاء قد جلس قاضيا في بستان وعدّل جماعة ، ووقف عن قوم على سبيل النّزهة ، وخدم القضاة مدّة.
ثمّ رام الشهادة أيّام الكريزيّ إبراهيم بن محمد ، وأيّام أبي عثمان ، فتعذّرت عليه. وكانت له تجارة ببغداد ، فكتب إلى من يثق به يسعى له في القضاء في سنة ستّ عشرة وثلاثمائة. فعلم بذلك أبو عثمان ، فكتب إلى أخيه يستنجد به ، وكتب محضرا يتضمّن القدح في محمد بن بدر ، فكتب فيه كبارا وأئمّة ، وفيه أنّهم لا يعلمون أباه خرج من الرّقّ إلى أن مات (٢). وأطلق في محمد بن بدر كلّ قول ، وأسجله أبو عثمان أحمد بن إبراهيم عليه وحكم بفسقه.
واستتر حينئذ محمد بن بدر. فقام معه القاضي أبو هاشم المقدسيّ ، وأخذه ليلا إلى تكين أمير مصر ، وحدّثه بأمره ، فطلب المحاضر والسّجلّات ، فستر بعضها. وكان تكين سيّئ الرأي في أبي عثمان.
ثمّ تمشّت حال ابن بدر ، وولي القضاء ابن زبر ، فداخله وعدّله عنده الفقيه أبو بكر بن الحدّاد. وبذل جملة من الذّهب.
وكان ذا هيبة جميلة وتجمّل وافر وغلمان.
__________________
(١) انظر عن (محمد بن بدر) في :
الولاة والقضاة للكندي ٤٨٦ ، ٤٨٨ ـ ٤٩٠ ، ٥٢٣ ، ٥٤٠ ، ٥٤٢ ، ٥٤٣ ، ٥٤٦ ، ٥٥٠ ـ ٥٥٢ ، ٥٥٧ ـ ٥٦٢ ، ٥٦٤ ، ٥٦٦ ، ٥٧٠ ، ٥٧٢ ، ٥٧٣ ، وولاة مصر ، له ١١ / ١٥ ، وحسن المحاضرة ٢ / ٩٠.
(٢) الولاة والقضاة ٥٤٣ نقلا عن : رفع الإصر (المخطوط) ٤٩ ب.