وتكون الجبال (كالصّوف) المنفوش (١).
تبّت يدا أبي لهب و (قد) تبّ (٢).
فلمّا خرّ تبيّنت (الإنس أنّ) الجنّ لو كانوا يعلمون الغيب (لما) لبثوا (حولا) في العذاب المهين (٣).
والذّكر والأنثى (٤). فاعترف بها (٥). ولا ريب أنّها قد رويت ولم يخترعها الرّجل من عنده.
وقيل إنّه نفي إلى البصرة.
وقيل : إلى الأهواز (٦). وكان إماما في القراءة (٧).
[شغب الجند على محمد بن ياقوت]
وفي ربيع الأوّل شغبت الجند ، وصاروا إلى دار محمد بن ياقوت ، وطلبوا أرزاقهم ، فأغلظ لهم ، فغضبوا وهمّوا به ، فدافع عنه غلمانه ، وقام إلى دار الحرم. فجاء الوزير وسكّنهم.
ثمّ عادوا في اليوم الثّاني وخرجوا إلى الصّحراء ، وعاونتهم العامّة. فعبروا إلى الجانب الغربيّ ، وفتحوا السّجون والمطبق ، وأخرجوا من بها ، وعظمت الفتنة ، وشرع القتال ، ونهبت الأسواق. وركب بدر الخرشنيّ ليكفّهم ، فرموه بالنّشّاب.
واتّفق الحجريّة والسّاجيّة ، وقصدوا دار الخليفة فمنعهم الحجّاب ، فكاشفوا محمد بن ياقوت وقالوا : لا نرضى أن تكون كبير الجيش. وحاصروا دار الخليفة أيّاما ، ثمّ أرضاهم ، فسكنوا (٨).
__________________
(١) سورة القارعة ، الآية ٥ : وهي : (وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ).
(٢) سورة اللهب ، الآية ١ ، وهي : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ).
(٣) سورة سبإ ، الآية ١٤ ، وهي : (فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ ، فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ).
(٤) سورة اللّيل ، الآية ٣ ، وهي : (وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى).
(٥) تكملة تاريخ الطبري ٨٧ ، المنتظم ٦ / ٢٧٥ ، العبر ٢ / ١٩٦ ، مرآة الجنان ٢ / ٢٨٦ ، و ٢٩١ ، البداية والنهاية ١١ / ١٨١ ، مآثر الإنافة ١ / ٢٨٧ ، النجوم الزاهرة ٣ / ٢٤٨ ، ٢٤٩ ، تاريخ الخلفاء ٣٩١.
(٦) المنتظم ٦ / ٢٧٥.
(٧) النجوم الزاهرة ٣ / ٢٤٩.
(٨) المنتظم ٦ / ٢٧٥ ، ٢٧٦ ، دول الإسلام ١ / ١٩٨ ، العبر ٢ / ١٩٢.