قال الدّارقطنيّ : كان حافظا عذب اللّسان مجرّدا في السّنّة والرّدّ على المبتدعة ، لكنّه كان يضع الأحاديث (١).
وقال ابن حبّان (٢) : هو أحمد بن محمد بن مصعب بن بشر بن فضالة ، كان ممّن يضع المتون ويقلب الأسانيد ، لعلّه قد قلب على الثّقات أكثر من عشرة آلاف حديث كتبت أنا منها أكثر من ثلاثة آلاف حديث ممّا لم أشكّ أنّه قلبها.
ثمّ في آخر عمره جعل يدّعي شيوخا لم يرهم ، لأنّي سألته قلت : أقدم من كتبت عنه بمرو من؟
قال : أحمد بن سيّار.
ثمّ لمّا امتحن بتلك المحنة وحمل إلى بخارى (٣) حدّث عن عليّ بن خشرم. فأرسلت أنكر عليه ، فكتب يعتذر إليّ.
سرد له ابن حبّان عدّة أحاديث ، وقال : على أنّه كان من أصلب أهل زمانه في السّنّة ، وأنصرهم لها ، وأذبّهم لحريمها ، وأقمعهم لمن خالفها. فنسأل الله السّتر.
توفّي في ذي القعدة (٤).
١١٣ ـ أحمد بن نصر بن طالب (٥).
أبو طالب البغداديّ الحافظ.
__________________
(١) تاريخ بغداد ٥ / ٧٤ ، وفيه : «متروك يكذب».
(٢) في المجروحين ١ / ١٥٦.
(٣) في الأصل : بخارا.
(٤) وقال ابن عديّ : رأيته بمرو ، وحدث بأحاديث مناكير ، وسمع محمد بن عبد الرحمن الدغولي يقول : أنا أكبر من أبي بشر بتسعة سنين ، وليس عندي عن ابن قهزاذ وهو يحدّث عنه : ورأيت الدغولي ينسبه إلى الكذب. وقد حدّث بغير حديث أنكرت عليه منها : كان يحدّث ، عن أمراء خراسان إسماعيل بن أحمد وأخوه نصر بن أحمد ، وخالد بن أحمد بن خالد بن حماد والي بخارى يشبّه على النّاس أنهم حدّثوه بما يروي عنهم ، وقد حدّث عن خالد بن أحمد أمير بخارى ، عن أبيه ، عن سعيد بن مسلم ، عن ابن جريج ، عن حمّاد بن سلمة ، عن أبي العشراء ، عن أبيه أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم سئل : «أما الذكاة إلّا في الحلق أو اللّبة؟ قال : لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك». قال ابن عديّ : وهذا الحديث معضل عن ابن جريج ، عن حمّاد ، لم يروه غير أبي بشر هذا. وروى عن إسماعيل بن أحمد والي خراسان أحاديث بواطيل ، وهو بيّن أمره في ضعف ، (الكامل ١ / ٢٠٩ ، ٢١٠). وقال أبو سعد الإدريسي : منكر الحديث يضع الحديث على الثقات ، لا يحتجّ بحديثه. (تاريخ بغداد ٥ / ٧٤).
(٥) انظر عن (أحمد بن نصر) في :