قائمة الکتاب
المحدَّث في الإسلام
علم أئمة الشيعة بالغيب
الجواب على شبهة القصيمي
٨٨
إعدادات
نظرة في كتاب الصراع بين الإسلام والوثنيّة لعبدالله علي القصيمي
نظرة في كتاب الصراع بين الإسلام والوثنيّة لعبدالله علي القصيمي
تحمیل
وبهذا التفصيل في وجوه العلم يُعلم عدم التعارض نفياً وإثباتاً بين أدلَّة المسألة كتاباً وسُنّة ، فكلُّ من الأدلَّة النافية والمثبتة ناظرٌ إلى ناحيةٍ منها ، والموضوع المنفيُّ من علم الغيب في لسان الأدلَّة غير المثبت منه ، وكذلك بالعكس. وقد يوعز إلى الجهتين في بعض النصوص الواردة عن أهل بيت العصمة عليهمالسلام ، مثل قول الإمام أبي الحسن موسى الكاظم عليهالسلام مجيباً يحيى بن عبد الله بن الحسن لَمّا قاله : جعلت فداك انَّهم يزعمون أنّك تعلم الغيب؟ فقال عليهالسلام : «سبحان الله ، ضع يدك على رأسي فو الله ما بقيت شعرةٌ فيه ولا في جسدي إلّا قامت» ، ثمّ قال : «لا والله ما هي إلّا وراثة عن رسول الله صلىاللهعليهوآله» (١).
وكذلك الحال في بقيَّة الصفات الخاصّة بالمولى العزيز سبحانه وتعالى ، فإنّها تمتاز عن مضاهاة ما عند غيره تعالى من تلكم الصفات بقيودها المخصّصة ، فلو كان عيسى على نبيِّنا وآله وعليهالسلام يُحيي كلَّ الموتى بإذن الله ، أو كان خَلق عالماً بشراً من الطين باذن ربِّه بدل ذلك الطير الذي أخبر عنه بقوله : (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللهِ) «آل عمران ٤٩» ، لم يكن يُشارك المولى سبحانه في صفته الإحياء والخلق ،
__________________
(١) أخرجه شيخنا المفيد في المجلس الثالث من أماليه «المؤلِّف».
أنظر الطبعة المحققة في الامالي ص ٢٣ حديث ٥.