نصّه :
دلّت هذه الأحاديث على عصمة أهل البيت من الذنوب والخطأ ، لمساواتهم فيها بالقرآن الثابت عصمته في أنَّه أحد الثقلين المخلّفين في الناس ، وفي الأمر بالتمسّك بهم كالتمسّك بالقرآن ، ولو كان الخطأ يقع منهم لَما صحَّ الأمر بالتمسّك بهم ، الذي هو عبارةٌ عن جعل أقوالهم وأفعالهم حجَّةً ، وفي أنَّ المتمسِّك بهم لا يضلُّ كما لا يضلُّ المتمسِّك بالقرآن ، ولو وقع منهم الذنوب أو الخطأ لكان المتمسِّك بهم يضلُّ ، وإنَّ في اتِّباعهم الهدى والنور كما في القرآن ، ولو لم يكونوا معصومين لكان في اتِّباعهم الضَّلال ، وأنَّهم حبلٌ ممدودٌ من السَّماء إلى الأرض كالقرآن ، وهو كنايةٌ عن أنَّهم واسطةٌ بين الله تعالى وبين خلقه ، وأنَّ أقوالهم عن الله تعالى ، ولو لم يكونوا معصومين لم يكونوا كذلك. وفي أنَّهم لم يُفارقوا القرآن ولن يُفارقهم مدَّة عمر الدُّنيا ، ولو أخطئوا أو أذنبوا لفارقوا القرآن وفارقهم ، وفي عدم جواز مفارقتهم بتقدُّم عليهم بجعل نفسه إماماً لهم أو تقصير عنهم وائتمام بغيرهم ، كما لا يجوز التقدُّم على القرآن بالإفتاء بغير ما فيه أو التقصير عنه باتِّباع أقوال مخالفيه ، وفي عدم جواز تعليمهم وردِّ أقوالهم ، ولو كانوا يجهلون شيئاً لوجب تعليمهم ولم يُنه عن ردِّ قولهم.
ودلَّت هذه الأحاديث أيضاً على أنَّ منهم مَن هذه صفته في كلِ عصرٍ وزمانٍ بدليل قوله صلىاللهعليهوآله «أنَّهما لن يفترقا حتّى يردا علي