انصراف القرمطيّ عن الكوفة
ثم أتى هيت ، فرموه بالحجارة ، فقتلوا أبا الرّوّاد (١) من خواصّ أصحابه ، فسار إلى الكوفة ، فنهض نصر الحاجب بالعساكر ورآه ، فمرض نصر (٢). فاستخلف أحمد بن كيغلغ وبعث معه بالجيش فانصرف القرمطيّ قبل أن يلقاه. ومات نصر في رمضان وحمل إلى بغداد (٣).
وزارة ابن مقلة
واستعفى عليّ بن عيسى من الوزارة ، فاستوزر أبو عليّ بن مقلة الكاتب (٤).
بناء القرمطيّ دار الهجرة والدعوة إلى المهديّ
ورجع القرمطيّ فبنى دارا سمّاها دار الهجرة ، ودعا إلى المهديّ ، وتفاقم الأمر ، وكثر أتباعه ، وبثّ السّرايا ، فهرب عمّال الكوفة عنها ، فسار هارون بن غريب إلى واسط ، فظفر بسريّة لهم فقتلهم ، وبعث إلى بغداد بأسارى وبمائة وسبعين رأسا وأعلام بيض منكّسة عليها مكتوب : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ
__________________
(١) في. دول الإسلام ١ / ١٩٠ «أبا الذود» ، وفي مرآة الجنان ٢ / ٢٦٨ : «أبو الدرداء» وهو وهم.
(٢) صلة تاريخ الطبري لعريب ١١٨ ، تجارب الأمم ١ / ١٨٣ ، تاريخ أخبار القرامطة ٥٢ ، الكامل في التاريخ ٨ / ١٨٢ ، تاريخ ابن خالدون ٣ / ٣٧٨.
(٣) تكملة تاريخ الطبري للهمداني ٥٦ ، تجارب الأمم ١ / ١٨٣ ، التنبيه والإشراف ٣٣٤ ، تاريخ أخبار القرامطة ٥٢ ، الكامل في التاريخ ٨ / ١٨٢ ، الدرة المضية ٩٣ ، تاريخ ابن خالدون ٣ / ٣٧٨.
(٤) صلة تاريخ الطبري لعريب ١١٧ ، تكملة تاريخ الطبري للهمداني ٥٦ ، ٥٧ ، تجارب الأمم ١ / ١٨٤ ، ١٨٥ ، العيون والحدائق ج ٤ ق ١ / ٣٣٦ (حوادث سنة ٣١٥ ه) ، مروج الذهب ٤ / ٣٠٥ ، التنبيه والإشراف ٣٢٩ وفيه : «ابن مقلد» وهو وهم ، تاريخ حلب للعظيميّ ٨٥ ، المنتظم ٦ / ٢١٦ ، الكامل في التاريخ ٨ / ١٨٣ ، الفخري ٢٧٠ ، مختصر التاريخ ١٧٥ ، خلاصة الذهب المسبوك ٢٤١ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٧٣ ، دول الإسلام ١ / ١٩٠ ، العبر ٢ / ١٦٣ ، تاريخ ابن الوردي ١ / ٢٦٠ ، مرآة الجنان ٢ / ٢٦٨ وفيه قال اليافعي : «وهذا مشكل وقد تقدم في سنة اثنتي عشرة وثلاث مائة أن علي بن عيسى سم ، ولكن يحتمل أنه سم ولم يمت بذلك السم» ، ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لقد مر أن الّذي سم هو إبراهيم أخو علي بن عيسى ، فليراجع ، البدآية والنهاية ١١ / ١٥٨ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٣٧٥.