لمّا تنادوا فأغروا بي سراعهم |
|
بالعيلتين لدى عمرو بن برّاق |
لا شيء أسرع مني ليس ذا عذر |
|
ولا جناح دوين الجوّ خفّاق |
أو ذي حيود من الأروى بشاهقة |
|
وأمّ خشف لدى شثّ وطبّاق |
حتى نجوت ولمّا يأخذوا سلبي |
|
بواله من قنيص الشّدّ غيداق |
وقلّة كشباة الرّمح باسقة |
|
ضحيانة في شهور الصّيف مخراق |
بادرت قلّتها صحبي وقد لعبوا |
|
حتى نميت إليها قبل إشراق |
ولا أقول إذا ما خلّة صرمت : |
|
يا ويح نفسي من جهدي وإشفاقي! |
لكنّما عولي إن كنت ذا عول |
|
على ضروب بحدّ السّيف سبّاق |
سبّاق عادية فكّاك عانية |
|
قطّاع أودية جوّاب آفاق! |
وبها جبل رضوى ، وهو جبل منيف ذو شعاب وأودية يرى من البعد أخضر ، وبه مياه وأشجار كثيرة ، زعم الكيسانيّة أن محمّد بن الحنفيّة مقيم به ، وهو حيّ بين يدي أسد ونمر يحفظانه ، وعنده عينان نضّاختان تجريان بماء وعسل ، ويعود بعد الغيبة يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، وهو المهدي المنتظر ، وإنّما عوقب بهذا الحبس لخروجه على عبد الملك بن مروان ، وقلبه على يزيد بن معاوية ، وكان السيّد الحميري على هذا المذهب ، ويقول في أبيات :
ألا قل للوصيّ : فدتك نفسي! |
|
أطلت بذلك الجبل المقاما |
ومن جبل رضوى يقطع حجر المسنّ ويحمل إلى البلاد.
وبها جبل السراة ؛ قال الحازمي : إنّها حاجزة بين تهامة واليمن ، وهي عظيمة الطول والعرض والامتداد ، ولهذا قال الشاعر :
سقوني وقالوا : لا تغنّ! ولو سقوا |
|
جبال السّراة ما سقيت لغنّت |
قال أبو عمرو بن العلاء : أفصح الناس أهل السروات ، أوّلها هذيل ثمّ