شرّها بحولك وقوّتك ، يا ذا الحول والقوّة!
قال : وأكثرت
من الدعاء رغبة ورهبة إلى الله تعالى ووجهي على التراب ، فبينا أنا كذلك إذ بادر
إليّ الغلمان يبشروني بالسلامة ، وأخذوا بعضدي ينهضوني.
وكنت ثقيلا من
عدّة الحديد ، فرفعت رأسي فإذا السحابة قد زالت عن عسكري.
وقصدت عسكر
الترك وأمطرت بردا عظيما ، فإذا هم يموجون وتنفر دوابّهم ، وما وقعت بردة على أحد
إلّا أوهنته أو قتلته. فقال أصحابي : نحمل عليهم؟ فقلت : لا فإن عذاب الله أدهى
وأمرّ! فمات منهم خلق كثير ولم يفلت إلّا القليل. فلمّا كان من الغد دخلنا معسكرهم
فوجدنا من الغنائم ما شاء الله ، فحملناها وحمدنا الله تعالى على السلامة.
بها جبل زانك ؛
قال صاحب تحفة الغرائب : بأرض تركستان جبل به جمع من أهل بيت يقال لهم زانك ، وهم
أناس ليس لهم زرع ولا ضرع ، وفي جبالهم معدن الذهب والفضّة ، فربّما توجد قطعة
كرأس شاة ، فمن أخذ القطاع الصغار تمتّع بها ، ومن أخذ من الكبار يفشو الموت في
كلّ بيت فيه تلك القطعة. فإن ردّها إلى مكانها ينقطع عنهم الموت ، ولو أخذها
الغريب لا يضرّه شيء.
وبها جبل النار
؛ هذا الجبل بأرض تركستان فيه غار شبه بيت كبير ، كلّ دابّة تدخله تموت في الحال
لشدّة وهج النار في ذلك البيت.
وبها جبل
كيلسيان ؛ ذكر صاحب تحفة الغرائب أن بهذا الجبل موضعا ، كلّ طير طار مسامتا له يقع
في الحال ميتا ، فيرى حوله من الحيوانات الميتة ما شاء الله.
وبها جبل ذكره
أبو الريحان الخوارزمي في كتابه المسمّى بالآثار الباقية : إن بأرض الترك جبلا إذا
اجتاز عليه الغنم شدّت أرجلها بالصوف لئلّا تصطكّ حجارة فيعقبها المطر.
وبها معدن
البلحش ومعدن اللازورد والبيجاذق ؛ من خصائصها المسك الذكي الرائحة ، والسنجاب
والسمور والقاقم والفنك والثعالب السود والأرانب