في ألفي صندوق على ألف جمل ، وعلى الرجال الدروع ومعهم السيوف ، وأقبل بهم إلى الزّبّاء. فلمّا قرب من مدينتها صعدت الزّبّاء سور مدينتها تنظر إلى العير مثقلة فقالت :
ما للجمال مشيها وئيدا؟ |
|
أجندلا يحملن أم حديدا؟ |
أم صرفانا باردا شديدا؟ |
|
أم الرّجال جثّما قعودا؟ |
فجاء قصير بالعير ودخل المدينة فأناخ الجمال وثار الرجال من الصناديق بالسيوف وضربوا من أدركوه ، فلمّا علمت الزبّاء قصدت السرب لتدخل فيه ، فبادرها عمرو بن عدي ، وكان من رجال الصناديق ، وقف على باب السرب بالسيف فعلمت انّه قاتلها ، فمصّت سمّا تحت خاتمها وقالت : بيدي لا بيد عمرو! فأرسلته مثلا. ومن الأمثال : لأمر ما جدع قصير أنفه!
عقرقوف
قرية قديمة من قرى بغداد ؛ قالوا : بناها عقرقوف بن طهمورث ، وإلى جانب هذه القرية تلّ عظيم من تراب ، يرى من خمسة فراسخ كأنّه قلعة عظيمة. للناس فيه أقاويل كثيرة ، قال ابن قطيفة : ملك الروم كلّما رأى أحدا من أهل العراق سأله عن تلّ عقرقوف ، فإن قال : انّه بحاله ، يفرح ويقول : انّه لا بدّ أن نطأه.
غرشستان
ناحية واسعة كثيرة القرى ، الغور في شرقيها وهراة في غربيها ، ومرو الروذ في شمالها وغزنة في جنوبها. والغرش بلغتهم الجبال ومعناه قهستان.
والغالب على أرضها الجبال ، وبها دروب وأبواب لا يمكن دخولها إلّا بإذن الشار ، والشار اسم ملوكهم. وأهلها صلحاء مجبولون على الخير ، عندهم بقيّة من