بغشور
مدينة بين هراة
ومرو الروذ ، ينسب إليها سيّد الابدال أبو الحسين الثوري.
كان يسكن
الخراب ولا يدخل المدينة إلّا يوم الجمعة ، فإذا أراد الجنيد زيارته أخذ معه شيئا
من الطعام ويدور في الخراب إلى أن يجده. فإذا وجده ألحّ عليه ليأكل معه ويقول له :
إلى كم تسيح؟ فيجيبه : إلى حصول المقصود وهيهات من ذلك!
وحكي أن الجنيد
بعث إليه شيئا من الذهب ، قطعتان كانتا من الجنيد والباقي كان من غيره. فلمّا وصل
إليه أخذ قطعتي الجنيد وردّ الباقي.
وحكى عن نفسه
قال : كان في نفسي شيء من الكرامات فأردت تجربته ، فرأيت الصبيان معهم قصبة في
رأسها خيط يصطادون بها السمك ، فأخذت قصبة ووقفت بين زوقين فقلت : وعزّتك إن لم
تخرج لي سمكة فيها ثلاثة أرطال لأغرقنّ نفسي! فخرجت سمكة فيها ثلاثة أرطال.
وحكي أنّه وقع
ببغداد حريق فوقف تاجر على طرف الحريق يقول : من أخرج هذين الغلامين له ألف دينار!
فقالوا : من يجسر أن يقرب إلى هذه النار؟حتى حضر أبو الحسين الثوري وقال : بسم الله
الرحمن الرحيم! وأخرج الغلامين لم يتأذّ شعرة منهما. فقيل له : كيف دخلت هذه النار؟
قال : سنّ الله انّه لم يحرق الغلامين ، وهما غير مذنبين. وحكي أنّه سمع قائلا
يقول :
ما زلت أنزل
من ودادك منزلا
|
|
تتحيّر
الألباب عند نزوله
|
فاشتدّ به
الوجد فلم يزل يعدو في أجمة قصب قطعت رؤوسها حتى تقطعت قدمه ومات ، عليه رحمة
الله.
وحكي أن أبا
الحسين أحمد بن محمّد الثوري دخل يوما الماء ليغتسل ، فجاء لصّ وأخذ ثيابه ، فلمّا
خرج لم يجد ثيابه ، فرجع إلى الماء فما كان إلّا قليل