البقّم دواء من سمّ الأفاعي ، وحمله شبه الخرنوب وطعمه طعم العلقم.
وقال ابن الفقيه : بها ناس عراة رجال ونساء على أبدانهم شعور تغطي سوآتهم ، وهم أمّة لا يحصى عددها ، مأكولهم ثمار الأشجار ، وإذا اجتاز بهم شيء من المراكب يأتونه بالسباحة مثل هبوب الريح ، وفي أفواههم عنبر يبيعونه بالحديد.
جزيرة زانج
إنّها جزيرة عظيمة في حدود الصين ممّا يلي بلاد الهند ، بها أشياء عجيبة ومملكة بسيطة ، وملك مطاع يقال له المهراج ؛ قال محمّد بن زكريّاء : للمهراج جباية تبلغ كلّ يوم مائتي منّ ذهبا ، يتّخذها لبنات ويرميها في الماء ، والماء بيت ماله ، وقال أيضا : من عجائب هذه الجزيرة شجر الكافور وانّه عظيم جدّا ، يظلّ مائة إنسان وأكثر ، يثقب أعلى الشجر فيسيل منه ماء الكافور عدّة جرار ، ثمّ يثقب أسفل من ذلك وسط الشجرة فينساب منها قطع الكافور وهو صمغ تلك الشجرة ، غير أنّه في داخلها ، فإذا أخذت ذلك منه يبست الشجرة.
وحكى ماهان بن بحر السيرافي قال : كنت في بعض جزاير زانج فرأيت بها وردا كثيرا أحمر وأصفر وأزرق وغير ذلك ، فأخذت ملاءة حمراء وجعلت فيها شيئا من الورد الأزرق ، فلمّا أردت حملها رأيت نارا في الملاءة واحترق ما فيها من الورد ولم تحترق الملاءة ، فسألت عنها فقالوا : إن في هذا الورد منافع كثيرة لكن لا يمكن إخراجها من هذه الغيطة.
وقال ابن الفقيه : بهذه الجزيرة قوم على صورة البشر ، إلّا أن أخلاقهم بالسباع أشبه ، يتكلّم بكلام لا يفهم ويطفر من شجرة إلى شجرة. وبها صنف من السنانير لها أجنحة كأجنحة الخفافيش من الأذن إلى الذنب ، وبها وعول كالبقر الجبليّة ، ألوانها حمر منقّطة ببياض ، وأذنابها كأذناب الظباء ولحومها حامضة ، وبها دابّة الزباد وهي شبيهة بالهرّ يجلب منها الزباد ، وبها فارة المسك.