وحدّث الأمير حسام الدين النعمان : أن البقر بأصفهان يقوى حتى لو حصل فيها أعجف ما يكون ، بعد مدّة يسيرة يبقى قويّا سمينا حتى يعصي ولا ينقاد.
بها مسجد يسمّى مسجد خوشينه. زعموا أن من حلف كاذبا في هذا المسجد تختلّ أعضاؤه ، وهذا أمر مستفيض عند أهل أصفهان.
بها نهر زرنروذ ، وهو موصوف بعذوبة الماء ولطافته ، يغسل الغزل الخشن بهذا الماء فيبقى ليّنا ناعما مثل الحرير ، مخرجه من قرية يقال لها بنا كان ، ويجتمع إليه مياه كثيرة فيعظم أمره ويمتدّ ، ويسقي بساتين أصفهان ورساتيقها ، ثمّ يمرّ على مدينة أصفهان ويغور في رمال هناك. ويخرج بكرمان على ستّين فرسخا من الموضع الذي يغور فيه فيسقي مواضع بكرمان ثمّ يصبّ في بحر الهند. ذكر أنّهم أخذوا قصبة وعلّموها بعلائم وأرسلوها في الموضع الذي يغور فيه ، فوجدوها بعينها بأرض كرمان ، فاستدلّوا بذلك على أنّه نهر زرنروذ.
أفشنة
قرية من ناحية خرميثن من ضياع بخارى ، قال أبو عبيد الجوزجاني :حدّثني أستاذي أبو عليّ الحسين بن عبد الله بن سينا أن أباه كان من بلخ ، انتقل إلى بخارى في زمن نوح بن نصر الساماني ، وتصرّف في الأعمال وتزوّج بأفشنة فولدت بها ، وطالعي السرطان والمشتري والزهرة فيه ، والقمر وعطارد في السنبلة ، والمريخ في العقرب ، والشمس في الأسد ، وكان المشتري في السرطان على درجة الشرف والشعرى مع الرأس على درجة الطالع ، فكانت الكواكب كلّها في الحظوظ ؛ قال : فلمّا بلغت سنّ التمييز سلّمني إلى معلّم القرآن ثمّ إلى معلّم الأدب ، فكان كلّ شيء قرأه الصبيان على الأديب احفظه ، والذي كلّفني أستاذي كتاب الصفات وكتاب غريب المصنّف ، ثمّ أدب الكتّاب ثمّ إصلاح المنطق ثمّ كتاب العين ثمّ شعر الحماسة ثمّ ديوان ابن الرومي ، ثمّ تصريف المازني ثمّ نحو سيبويه ، فحفظت تلك الكتب في سنة ونصف ، ولو لا تعويق الأستاذ