ولكنّ الفتى العربيّ فيها |
|
غريب الوجه واليد واللّسان |
ملاعب جنّة لو سار فيها |
|
سليمان لسار بترجمان |
طبت فرساننا والخيل حتى |
|
خشيت وإن كرمن من الحران |
غدونا تنفض الأغصان فيه |
|
على أعرافها مثل الجمان |
فسرت وقد حجبن الحرّ عني |
|
وجئن من الضّياء بما كفاني |
وألقى الشّرق منها في ثيابي |
|
دنانيرا تفرّ من البنان |
لها ثمر يسير إليك منه |
|
بأشربة وقفن بلا أوان |
وأمواه يصلّ بها حصاها |
|
صليل الحلي في أيدي الغواني |
منازل لم يزل منها خيال |
|
يشيّعني إلى النّوبندجان |
إذا غنّى الحمام الورق فيها |
|
أجابته أغانيّ القيان |
وما بالشّعب أحوج من حمام |
|
إذا غنّى وناح إلى البيان |
وقد يتقارب الوصفان جدّا |
|
وموصوفاهما متباعدان |
يقول بشعب بوّان حصاني |
|
أعن هذا يسار إلى الطّعان؟ |
أبوكم آدم سنّ المعاصي |
|
وعلّمكم مفارقة الجنان |
شيراز
مدينة صحيحة الهواء عذبة الماء كثيرة الخيرات ، وافرة الغلّات ، قصبة بلاد فارس. سمّيت بشيراز بن طهمورث ، وأحكم بناءها سلطان الدولة كاليجار بن بويه. زعموا أن من أقام بشيراز سنة يطيب عيشه من غير سبب يعرفه.
من عجائبها شجرة تفّاح ، نصف تفاحها في غاية الحلاوة ونصفها حامض في غاية الحموضة.
وبها القشمش منها يحمل إلى سائر البلاد ، وبها أنواع الادهان الريحانيّة :كدهن الورد والبنفسج والنيلوفر والياسمين ، وأنواع الأشربة الريحانيّة ، كان في قديم الزمان يتّخذ بها الأكاسرة. ولأهلها يد باسطة في صنعة ثياب الحرير