على وجه الباب : سلام على من كمل هذه البنية. واللوح الشمالي : هذا الضوء المشرق الموهوب من الله لنا في أيّام البربرة في الدور الغالب ، المتجدّد في أيّام الملك اناوس الحرين المنقولين وقلاسس وحنا وقاسوس وبلانيا في شهر أيلول في الثاني عشر من التاريخ المتقدّم ، والسلام على شعوب العالم والوقت الصالح.
الأهواز
ناحية بين البصرة وفارس ، ويقال لها خوزستان ، بها عمارات ومياه وأودية كثيرة ، وأنواع الثمار والسكر والرز الكثير لكنها في صيفها لا يفارق الجحيم.
ومن محنها شدّة الحرّ وكثرة الهوام الطيارة والحشرات القتّالة ؛ قالوا : ذبابها كالزنبور وطنينها كصوت الطنبور ، لا ترى بها شيئا من العلوم والآداب ولا من الصناعات الشريفة.
وأهلها ألأم الناس. لا ترى بها وجنة حمراء. وهواؤها قتال خصوصا للغرباء ، لا تنقطع حمّاها ولا ينكشف وباؤها البتّة ، وأهلها في عذاب اليم.
وحكى مشايخ الأهواز انّهم سمعوا القوابل ان المولود ربّما يولد فنجده محموما تلك الساعة. ومن تمام محنهم أن مأكول أهلها الرزّ ، وهم يخبزونه كلّ يوم لأنّه لا يطيب إلّا مسخّنا ، فيسجّر كلّ يوم في ذلك الحرّ الشديد خمسون ألف تنور ، فيجتمع حرّ الهواء وحرّ النيران ودخانها والبخار المتصاعد من سباخها ومناقعها ومسايل كنفها ومياه أمطارها ، فإذا طلعت الشمس ارتفعت بخاراتها واختلطت بهوائها الذي وصفناه ، فيفسد الهواء أيّ فساد ويفسد بفساده كلّ ما اشتمل عليه.
وتكثر الأفاعي في أراضيها ، والجرّارات من العقارب التي لا ترفع ذنبها كسائر العقارب بل تجرّه. ولو كان في العالم شيء شرّا من الأفاعي والجرّارات لما قصرت قصبة الاهواز عن توليده ، وإذا حمل إلى الاهواز الطيب تذهب