مستوى سطح الأرض لا بروز فيه. وهذا الموضوع لا علاقة له بالبناء على القبور ، لنفرض أنّ هناك حجراً على قبر النبي صلىاللهعليهوآله يوازي سطح الأرض ، وفي الوقت نفسه توجد قبة فوق ضريحه ـ كما نراها اليوم ـ فلا منافاة مع الحكم المذكور.
كما أننا نقرأ في القرآن المجيد أيضاً عند ما انكشف سر الكهف ، فقال الناس لنبني على قبورهم ، وبعدها قالوا : (قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً) (١).
فالقرآن المجيد ذكر القصّة ولم يعترض عليهم ، وهذا يعني أنّه لا مانع من بناء المسجد بجوار قبور العظماء.
الآثار الإيجابية لزيارة قبور العظماء :
إذا استطعنا أن نرشد الناس بشكل مناسب ليتجنبوا أي إفراط أو تفريط ، وأن يذكروا الله سبحانه وتعالى بجوار هذه القبور الطاهرة ، ويتوبوا إلى الله ، وأن يستلهموا الدروس والأفكار من أولياء الله ، فيقيناً ستكون هذه المراقد المطهرة الموجودة مركزاً للتربية والتعليم والتوبة والإنابة إلى الله وتهذيب النفوس.
ولقد علمتنا التجارب أنّ الملايين من الأشخاص الذين يأتون لزيارة القبور الطاهرة لأئمّة الدين أو لقبور شهداء طريق الحق يرجعون إلى ديارهم بروحية عالية ، وبنفوس أكثر صفاءً ونورانيةً ، وبقلوب أكثر طهارةً ، وهذه الآثار تبقى فيهم لمدّة طويلة.
__________________
(١). سورة الكهف ، الآية ٢١.