الفارض (١) : المسنة ، والبكر الصغيرة التى لم تلد بعد. والعوان : النّصف وسط بين المسنة والصغيرة.
(فاقِعٌ) : يقال : أصفر فاقع شديدة الصفرة كأحمر قانىء وأبيض ناصع. (٢)
الذلول : الرّيّضة التى زالت صعوبتها فاصبحت سهلة منقادة.
(تُثِيرُ الْأَرْضَ) : تقلبها بالمحراث فيثور غبارها بمعنى أنها لم تستعمل في الحرث ولا في سقاية الزرع أى لم يسن عليها ، وذلك لصغرها.
(مُسَلَّمَةٌ) : سليمة من العيوب كالعور والعرج. (٣)
(لا شِيَةَ فِيها) : الشية العلامة أى لا يوجد فيها لون غير لونها (٤) من سواد أو بياض.
معنى الآيات :
واذكر يا رسولنا لهؤلاء اليهود عيبا آخر من عيوب أسلافهم الذين يعتزّون بهم وهو سوء سلوكهم مع أنبيائهم فيكون توبيخا لهم لعلهم يرجعون عن غيهم فيؤمنوا بك وبما جئت به من الهدى ودين الحق. اذكر لهم قصة الرجل الذى قتله ابن أخيه استعجالا لإرثه ثم ألقاه تعمية في حى غير الحى الذى هو منه ، ولما اختلفوا في القاتل قالوا نذهب الى موسى يدعو لنا ربه ليبين لنا من هو القاتل فجاءوه فقال لهم ان الله تعالى يأمركم ان تذبحوا بقرة من أجل ان يضربوا القتيل بجزء منها فينطق مبينا من قتله فلما قال لهم ذلك قالوا أتتخذنا هزؤا فوصفوا نبى الله بالسخرية واللعب وهذا ذنب قبيح وما زالوا يسألونه عن البقرة ويتشددون حتى شدد الله تعالى عليهم الأمر الذى كادوا معه لا يذبحون مع أنهم لو تناولوا بقرة من عرض الشارع وذبحوها لكفتهم (٥). ولكن شددوا فشدد الله عليهم فعثروا على البقرة المطلوبة بعد جهد جهيد وغالى فيها صاحبها فباعها منهم بملء جلدها ذهبا.
__________________
(١) الفارض : المسنّه التي فرضت سنها فقطعته ، لأن الفرض لغة القطع.
(٢) هذه الألفاظ يؤتي بها لتأكيد الوصف فيقال : أخضر مدهام وأورق خطباني «الخطباني نبت».
(٣) استدل الجمهور بهذه الصفات المذكورة للبقرة على جواز بيع السلم في الحيوان كما استدلوا بقول الرسول صلىاللهعليهوسلم في الصحيح : «لا تنعت المرأة المرأة لزوجها ، كأنّه ينظر إليها» ، وخالف أبو حنيفة وقال بعدم صحة السلم في الحيوان.
(٤) لأن الشية مأخوذة من وشي الثوب إذا نسج على لونين ، ولذا قيل النمام واش لأنه لوّن الكلام بألوان من كذبه وباطله.
(٥) نقل ابن كثير عن ابن جرير الرواية التالية : إنما امروا بادنى بقرة ، ولكنهم لما شددوا ، شدّد الله عليهم ، وأيم الله لو أنهم لم يستثنوا لما بينت لهم آخر الدهر.