مرة في الدنيا ، وقوله : (رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ) (١) قال : فاستجاب الله لموسى ـ عليهالسلام ـ وحال بين فرعون وبين الإيمان حتى أدركه الغرق فلم ينفعه الإيمان ، وقوله : (وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ) (٢) يقول : أضللناهم عن الهدى فكيف يهتدون ، وقال مرّة : أعميناهم عن الهدى ، وقوله : (رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي) (٣) يقول : أضللتني ، وقوله : (فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ) (٤) يقول : لا تضلون أنتم ولا أضل منكم إلّا من قضيت له أنه صال الجحيم ، وقوله : و (جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً) (٥) وقوله : (مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا) (٦) وقوله : (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً) (٧) / ونحو هذا من القرآن قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يحرص على أن يؤمن جميع الناس ويتابعوه على الهدى فأخبره الله أنّه لا يؤمن إلّا من سبق له من الله السعادة في الذكر الأول ، ولا يضل إلّا من سبق له من الله الشقاء في الذكر الأول ثمّ قال لنبيّه صلىاللهعليهوسلم : (لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) (٨) وقوله : و (كَذلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ) (٩) قال : زين لكل أمة عملهم الذي يعملون حتى يموتوا وقوله : (أَمَرْنا مُتْرَفِيها) (١٠) يقول : سلّطنا شرارها فعصوا فيها فإذا فعلوا ذلك أهلكناهم بالعذاب وهو قوله : (وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها لِيَمْكُرُوا فِيها) (١١).
هذا كله عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس بالإسناد الذي تقدم.
٣٢٨ ـ وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو العبّاس محمد بن
__________________
(١) سورة يونس ، الآية رقم (٨٨).
(٢) سورة يس ، الآية رقم (٦٦).
(٣) سورة الحجر ، الآية رقم (٣٩).
(٤) سورة الصافات ، الآية رقم (١٦١ ، ١٦٣).
(٥) سورة يس ، الآية رقم (١٨).
(٦) سورة الكهف ، الآية رقم (٢٨).
(٧) سورة يونس ، الآية رقم (٩٩).
(٨) سورة الشعراء ، الآية رقم (٣ ، ٤).
(٩) سورة الأنعام ، الآية رقم (١٠٨).
(١٠) سورة الإسراء ، الآية رقم (١٦).
(١١) سورة الأنعام ، الآية رقم (١٢٣).