قال جرير بن عبد الحميد : وكان إبراهيم يشبّه بعلقمة ، وكان منصور يشبّه بإبراهيم.
وقال غيره : كان سفيان الثّوريّ يشبّه بمنصور ، وكان وكيع يشبّه بسفيان ، وكان أحمد بن حنبل يشبّه بوكيع ، وكان أبو داود يشبّه بأحمد (١).
وقال أبو عبد الله الحاكم : أبو داود هو إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة. كتب بخراسان قبل خروجه إلى العراق في بلده ، وفي هراة ، وكتب ببغداد عن قتيبة ، وبالرّيّ عن إبراهيم بن موسى. وقد كتب قديما بنيسابور ، ثمّ رحل بابنه إلى خراسان. كذا قال الحاكم.
وأمّا القاضي شمس الدّين بن خلّكان فقال (٢) : سجستان قرية من قرى البصرة.
قلت : سجستان إقليم منفرد متاخم لبلاد السّند ، يذهب إليه من ناحية هراة.
وقد قيل : إن أبا داود من سجستان ، قرية من قرى البصرة ، وهذا ليس بشيء. بل دخل بغداد قبل أن يجيء إلى البصرة.
وقال الخطّابيّ : حدّثني عبد الله بن محمد المكّيّ : حدّثني أبو بكر بن جابر خادم أبي داود رحمهالله قال : كنت مع أبي داود ببغداد ، فصلّينا المغرب ، فجاءه الأمير أبو أحمد الموفّق فدخل ، ثم أقبل عليه أبو داود فقال : ما جاء بالأمير في مثل هذا الوقت؟
قال : خلال ثلاث.
قال : وما هي؟
قال : تنتقل إلى البصرة فتتّخذها وطنا ليرحل إليك طلبة العلم ، فتعمر
__________________
(١) تاريخ بغداد ٩ / ٥٨.
(٢) في وفيات الأعيان ٢ / ٤٠٥.