المعتزلة أن الترك ليس بشيء ، وأن تارك الصلاة يستحق الذم والعقاب على غير فعل فعله.
وأما العرفان بالعقول : فهو المعرفة لله سبحانه بأدلة العقل التي بها ولأجلها وجب التصديق والمعرفة للفروض التي أوجب الله سبحانه الإيمان بها ، وهي : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وفي كل واحد من هذه الخمسة كلام يشتمل على حكاية المذاهب فيه ، وذكر جملة مما يدل على صحة الصحيح منها.
[الكلام في الإيمان بالله سبحانه]
أما الإيمان بالله سبحانه : فهو ينقسم إلى الكلام في الذات ، وفي الأسماء والصفات ، وفي الأفعال.
[الكلام في الذات]
أما الذات : فاعلم أن لبعض المعتزلة في ذلك مذهبا ، وهو أنه لا فرق بزعمهم بين ذات الباري سبحانه ، وبين [غيره من (١)] سائر الذوات في الذاتية لأجل الاشتراك في اللفظ ، وأنه (٢) سبحانه لا يفارق ما عداه من الذوات إلا بمزية خاصة له لا هي هو ولا هي غيره ، ولا شيء ولا لا شيء ، وأنه سبحانه لا يستحق لذاته سوى تلك المزية ، وما عداها من الصفات الذاتية مقتضى عنها ، ونحو ذلك مما قد تكرر ذكره في مواضع من هذا المختصر وغيره.
وأما مذهب أئمة العترة ـ عليهمالسلام ـ : فهو أن ذات الباري سبحانه هي هو ، وهو الذي ليس كمثله شيء لا في الذاتية ولا في غيرها ، وإذا لم يكن له مثل بطل أن يكون له مشارك لعدم الفرق بين المماثلة في الذات والمشاركة ، وكذلك المضاهاة والمشابهة.
وكذلك لا يجوز عندهم ـ عليهمالسلام ـ أن يوصف الباري سبحانه بأنه جنس
__________________
(١) ـ زيادة من نخ (ب).
(٢) ـ نخ (ج) : وأن الله سبحانه.