[بيان الحامل له على الجواب]
لما وصل كتاب الشيخ الفقيه ، تأملت [جميع] (١) ما أودع فيه ، وجدته مشتملا على التعريض للمشاعرة ، والتحدي بالمناظرة ، مع ما فيه من الإغلاظ في الأذيّة ، ومن الألفاظ الركيكة والمعاني الردية ، فاعتمدت على ذكر بعض معاني ألفاظه ، وتركت المكافاة على قبيح أغلاطه ، وابتدأت قبل إجابة ما أوردت من مسائله ؛ بذكر معاني أبيات من شعره الدال على فضائله ، وأول ما أتى به قبل ذلك في كتابه ؛ قوله : المماليك الشيعة الزيدية المنصورية.
أقول : وكيف يكون شيعيا من لا يباري (٢) رفضة علي ـ عليهالسلام ـ ، وجحدة النص والفضل ، ومنصب الإمام؟! وكيف يكون زيديا من لا يعتقد صحة ما ذكر زيد بن علي ـ عليهماالسلام ـ في كتاب الصفوة في الإمامة ، ويصدق ما في رسالته التي هي إلى كافة علماء العامة؟ وكيف يكون منصوريا من لا يعتمد على ما ذكر المنصور بالله ـ عليهالسلام ـ في رسالته الناصحة ، وأشباهها من سائر تصانيفه الباهرة الواضحة؟
وأما الأبيات فمنها قوله :
سلام على أبناء فاطمة الزهرا |
|
على أهل عليين والعترة الغرى |
على من حكى جبريل إذ طاف أفقها |
|
فلم ير إنسانا بفضلهم أحرى |
إن كان قصد بذلك السلام على الأمير ، فلم لم يعينه بلفظ شهير؟ ، وإن كان قصد به جميع العترة ؛ فقد دخل فيه كل من يكره ، وإن أضمر أنه قصد به بعض الغابرين ، فذلك دليل على بغضه لكل الحاضرين ، وإن صح ما حكاه عن جبريل ، فما حكم من يفضل المعتزلة على الأئمة بغير دليل؟
__________________
(١) ـ زيادة من نخ (ج).
(٢) ـ من البراءة أي لا يتبرى من رفضة علي ـ عليهالسلام ـ.