ما يشغل الجهة عن غيره ، أو ما تحويه الجهات الست ، أو ما يحله العرض ، أو ما له طول وعرض وعمق.
والثانية : اصطلاحية مبتدعة (١) خاصة مختلف في صحتها ؛ لأجل كونها مما يقع فيها وبها الغلط والاستغلاط ، وكيفيتها : أن يوصف الاسم الذي هو جنس متنوع بوصفين: أحدهما عام له ولغيره من أجناسه المشاركة له في ذلك الوصف العام.
والثاني : خاص له دون غيره ليكون فاصلا له من غيره بعد الاشتراك ، قالوا (٢) : ومما يدل على صحة هذا الحد هو كونه من جنس وفصل ، ويجمع ويمنع ، ويطرد وينعكس ، ومثال ذلك : تحديدهم للخمر بأنه كل شراب مسكر ؛ فالوصف الجامع للجنس هو قولهم :
شراب ؛ لأن جميع أنواع المشروبات مشتركة فيه ، والوصف الخاص الذي يفصله من سائر المشروبات هو قولهم : مسكر ، وعكس هذه الحقيقة هو أن يقال : وكل شراب مسكر فهو خمر ؛ فتأمل طول هذا الشرح الذي ادعت الفلاسفة ، ومن حذا حذوهم من المعتزلة أنه يدل على صحة الحد ، وأن صحة الحد تدل على صحة المحدود ، وهذا تدليس ظاهر لمن تأمله ؛ لأنه ما من بدعة مستحيلة إلا ويمكن أن يصح لها حد جامع لهذه الشروط.
مثاله : النور الذي يعبده المجوس ؛ فإنه (٣) يمكنهم أن يقولوا : هو كل إله يفعل الخير ، فقولهم الإله وصف جامع له وللظلمة ، وقولهم : يفعل الخير وصف خاص يفصله منها ، وعكسه أن يقال : وكل إله يفعل الخير فهو نور ـ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ـ.
[ذكر كيفية السؤال عن الحقيقة وجملة من أمثلة الحقائق المبتدعة والاصطلاحية]
وأما كيفية السؤال عن الحقيقة ، والجواب عنه :
__________________
(١) ـ في (أ) : مبدعة.
(٢) ـ نخ (ج) : قال.
(٣) ـ نخ (أ ، ج) : فإنهم.