مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ) (١٤٤) [آل عمران] ، فلم يكن الشاكرون فيما بلغنا إلا علي وذرية رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وذرية (١) أمير المؤمنين ، ومن تبعهم من المؤمنين ؛ فكانت هذه أول فرقة أمة محمد ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فكان الناس كلهم فرقة ، وكان علي وأصحابه أمة ثانية ؛ فلم يزل أمير المؤمنين مع الكتاب كما ذكر رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ والقوم (٢) في دنياهم يخبطون خبط العشوى لا يهتدون إلا ما هداهم له ـ عليهالسلام ـ عند فزعهم في بعض الأمور [إليه] (٣) تثبيتا للحجة عليهم ، وهم يدوّلون ولايتهم إدوال من كان من أمم (٤) الأنبياء قبلهم.
وقال في كتاب التنبيه : وسألت عن السواد الأعظم ، وإرماله للحج إلى بيت الله (الحرام) (٥) ، وزيارة قبر رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ يشهدون بالأمر والخلافة لصاحب الغار ، وينكرون قول رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : ((من كنت مولاه فعلي مولاه)).
فالجواب (٦) : اعلم أيها الأخ ـ أكرمك الله ـ أن هؤلاء سامرية أمة محمد ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ لا فرق بينهم وبين سامرية [أمة] (٧) موسى ـ صلى الله عليه ـ كما لا فرق بين موسى ومحمد ، وكما لا فرق بين هارون وعلي إلا النبوة ؛ لقول النبي ـ صلّى الله
__________________
(١) ـ في (ب) : وذرية علي أمير المؤمنين.
(٢) ـ في (ب) : والناس.
(٣) ـ زيادة من نخ (أ ، ب).
(٤) ـ في (ب) : من الأمم قبلهم.
(٥) ـ زيادة من نخ (أ ، ج).
(٦) ـ نخ (ج) : الجواب.
(٧) ـ زيادة من نخ (أ ، ج).