قوما فقال : كونوا مع الصادقين ؛ فإذا به] (١) استثنى قوما من المؤمنين (٢) أمر المؤمنين بتبعهم والكينونة معهم ، ثم قال عزوجل : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) [فاطر : ٣٢] ، فدل على قوم أورثهم الكتاب وهم آل الرسول المذكورون أولا وآخرا.
وقال في جوابه للطبريين : إنما تختلف الأئمة في غير الحلال والحرام ، وفي الشرح والكلام ، ولكل إمام في عصره (٣) نوازل تنزل به ، وعليه أن (٤) يحكم فيها بما يوفقه الله [له] (٥) ، فيستنبطها من كتاب الله وسنة نبيه ، أو حجة العقل التي يستدل بها على غامض الكتاب ، ويستخرج بها الحق والصواب ، ولو نزلت هذه المسألة بالأول لاستخرجها كما يستخرجها الآخر.
والأئمة مؤتمنة على الخلق قد أمرهم الله عزوجل بحسن السيرة فيهم ، والنصح لهم ، فلعله أن يجري في عصر الإمام سبب من أسباب الرعية يحكم فيه بالصواب الذي يشهد له به الكتاب ، ثم تنزل تلك النازلة في عصر آخر من الأئمة لا يمكنه من إنفاذ الحكم فيها ما أمكن الأول فيكون بذلك عند الله معذورا.
وقال : فالواجب على الرعية إذا وثقت بعدالة إمامها وصحت عندهم (٦) إمامته أن يعلموا أن علمهم يقصر عن علمه ، ولا يقعون من الغامض على ما يقع عليه ؛ فإذا علموا ذلك وجب عليهم التسليم.
__________________
(٨) ـ نخ (ج) : كل.
(١) ـ زيادة من نخ (أ ، ج).
(٢) ـ في (ب) : باتباعهم أمر.
(٣) ـ نخ (ب) : عصر.
(٤) ـ نخ (أ) : وعلة يحكم ، ونخ (ب) : وعليه يحكم.
(٥) ـ زيادة من نخ (أ).
(٦) ـ نخ (ب) : عندها.