واتخاذ المضلين (١) ، وموالاة المارقين ، ولكن أبى الله ورسوله أن يكون للخائنين متخذا ، وللظالمين مواليا ، ولم يكن أمره عندهم مشكلا ؛ فبدلوا نعمة الله كفرا ، واتخذوا آيات الله هزوا ، وأنكروا كرامة الله ، (وكرهوا) (٢) وجحدوا فضيلة (٣) الله ، فقال (٤) رابعهم (٥) : أنى يكون لهم الخلافة والنبوة حسدا وبغيا ؛ فقديما ما حسد النبيون وأبناء النبيين ، الذين اختصهم الله بمثل ما اختصنا ، فأخبر عنهم تبارك وتعالى ؛ فقال : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) (٥٤) [النساء].
وقال في كلام وعظ به الألف والثلاثمائة الذين شهدوا أنه ـ عليهالسلام ـ مملوك لهارون : فخلف فيكم ذريته ، فأخرتموهم وقدمتم غيرهم ، ووليتم أموركم سواهم.
وقال القاسم بن إبراهيم ـ عليهالسلام ـ في كتاب تثبيت الإمامة في صفة علي ـ عليهالسلام ـ بعد ذكره لجملة من فضائله : مع ما يكون عند الأوصياء من علم حوادث الأشياء ، وما يلقون بعد الأنبياء من شدائد كل كيد ، ودول كل جبار عنيد.
وقال في جواب سائل سأله عن الشيخين : كانت لنا أم صديقة بنت صديق ، [و] (٦) ماتت وهي غضبانة عليهما (٧) ، ونحن غاضبون لغضبها لقول النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : ((إن الله يغضب لغضب فاطمة [ويرضى لرضاها (٨)])).
__________________
(١) ـ في (ب ، ج) : المضلين عضدا.
(٢) ـ زيادة من نخ (أ).
(٣) ـ في (ب) : جحدوا حجة.
(٤) ـ نخ (ب) : وقال.
(٥) ـ في هامش نخ (ب ، ج) : أي المغيرة.
(٦) ـ زيادة من نخ (أ ، ج).
(٧) ـ نخ (أ) : عليهم.
(٨) ما بين القوسين زيادة في (ب ، ج).