ثم قال بعد كلام : ورسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ هو جدنا ، وابن عمه المهاجر معه أبونا ، وابنته أمنا ، وزوجته أفضل أزواجه جدتنا ، فمن أهل (١) الأنبياء إلا من نزل بمنزلتنا من نبينا ـ صلىاللهعليهوآله ـ والله (٢) المستعان.
واحتج على ذلك بقوله (٣) سبحانه : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهِيمَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) (٢٦) [الحديد].
وحكى عنه الحاكم أنه قال : الرد إلينا ، نحن والكتاب الثقلان.
وذكر محمد (٤) بن علي الباقر ـ عليهالسلام ـ في مناظرته للحروري أن الشيخين مغتصبان لموضع قبريهما من دار رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ مع غير ذلك مما ذكر من زلاتهما في حياة النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وبعد وفاته.
وحكى الحاكم رحمهالله عن جعفر بن محمد الصادق ـ عليهالسلام ـ أنه قال : نحن
__________________
(١) ـ في (ب) : أهل بيت.
(٢) ـ نخ (ج) : فالله.
(٣) ـ نخ (ج) : بقول الله سبحانه.
(٤) ـ هو الإمام الباقر محمد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ـ عليهمالسلام ـ ويكنى بأبي جعفر.
ولد ـ عليهالسلام ـ سنة تسع وخمسين ، ولقب بالباقر ، وبشر به رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وأمر جابر أن يقرئه السلام بقوله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : ((يا جابر إنك ستعيش حتى تدرك رجلا من أولادي اسمه اسمي يبقر العلم بقرا ، فإذا رأيته فأقرئه مني السلام)) فلما رآه جابر اعتنقه وقال له : جدك يقرأ عليك السلام.
وكان ـ عليهالسلام ـ من عظماء أهل البيت ـ عليهمالسلام ـ وعلمائهم المجمع على جلالته وفضله وعلمه وعلو منزلته ، وأمه هي فاطمة بنت الحسن بن علي بن أبي طالب ، وهو أول من اجتمعت له ولادة الحسنين.
توفي ـ عليهالسلام ـ سنة ثمان عشرة ومائة ، عن ثلاث وستين سنة ، ودفن بالبقيع إلى جنب أبيه السجاد ، وجده الحسن بن علي ، وجدته فاطمة بنت رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ.