المسلمين ولوني على أنفسهم ؛ فإذا قرأت كتابي [هذا] (١) فاقدم أنت ومن معك).
أجابه [أسامة بن زيد] (٢) بكتابه الذي يقول فيه : (من أسامة بن زيد [مولى رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ (٣)] إلى أبي بكر بن أبي قحافة ، أما بعد فإنك كتبت إلي (٤) كتابا ينقض آخره أوله فلو كنت خليفة رسول الله لم تحتج إلى ولاية [من (٥)] المسلمين ، ورسول الله توفي وقد أمّرني عليك ؛ فمن أمّرك عليّ بعده ؛ فخل المكان لأهله ، والحق بموضعك الذي أمرك به رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ).
ومنها : أن أفعال النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ حجة كأقواله ؛ فإن كان لم يستخلف وجب الاقتداء به في ترك الاستخلاف ، وإن كان استخلف وجب اتباع خليفته.
ومنها : أنه ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ لم يهمل أمته في حال حضوره ولا يتركهم بلا زعيم يختاره لهم في كل غيبة يغيبونها عنه ، وذلك يدل بطريقة الأولى على أنه لا يجوز أن يهملهم بعد وفاته ـ صلّى الله عليه وعلى آله ـ.
[ذكر إجماع الأمة مع العترة على جواز الإمامة في العترة]
وأما إجماع الأمة مع العترة على جواز الإمامة فيهم ؛ ففائدة الاستدلال به : التنبيه على أن كل الناس وكل قريش لم يجمعوا على دعوى الإمامة كما أجمعت العترة ، وعلى أن العترة لم يجمعوا معهم على جوازها فيهم ؛ فدل ذلك على أن الإجماع لم ينعقد إلا على جواز الإمامة في العترة ، وعلى أن دعوى الخوارج ودعوى المعتزلة باطلة لكونها دعوى
__________________
(١) ـ زيادة من نخ (ج).
(٢) ـ زيادة من نخ (أ ، ب).
(٣) ـ زيادة من نخ (أ ، ج).
(٤) ـ في (ب) : عليّ.
(٥) ـ زيادة من نخ (أ).