ونهيه ، فيدعها رأي عين (١) بعد القدرة عليها ، وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين).
وقوله في ذكر قلة أنصاره على أهل السقيفة : (فنظرت فإذا ليس لي ناصر [ولا ذاب ولا مساعد (٢)] إلا أهل بيتي فظننت بهم عن الموت ، وأغضيت على القذى ، وشربت على الشجا ، وصبرت على أخذ الكظم ، وعلى أمر من طعم العلقم).
وقوله : ([يا (٣)] أيها الناس لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة أهله).
وقوله للحارث بن خوط (٤) لما قال له : أترى يا أمير المؤمنين أن أهل الشام مع كثرتهم على الباطل ، وأن أهل العراق مع قلتهم على الحق : (يا حار (٥) ، إنه لملبوس عليك ، إن الحق لا يعرف بالرجال ، وإنما الرجال يعرفون بالحق ؛ فاعرف الحق تعرف أهله قلوا أم كثروا ، واعرف الباطل تعرف أهله قلوا أم كثروا).
وقوله له أيضا لما قال له : أتراني أظن أصحاب الجمل كانوا على ضلالة؟ (يا حار ، إنك نظرت تحتك ، ولم تنظر فوقك فحرت إنك لم تعرف الحق فتعرف (٦) من أتاه ، ولم تعرف الباطل فتعرف من أتاه) فقال : إني أعتزل مع سعد بن مالك (٧) وعبد الله بن
__________________
(١) ـ نخ (ج) : العين.
(٢) ـ ما بين المعكوفين زيادة في (ب ، ج).
(٣) ـ زيادة من نخ (ب).
(٤) ـ الحارث بن خوط ـ بخاء معجمة ـ رواها الرضي الموسوي بالمعجمة وكذا السيد أبو طالب وقيل بالمهملة روى عن علي ـ عليهالسلام ـ. انظر الجداول مختصر الطبقات (خ).
(٥) ـ نخ (أ) : حارث.
(٦) ـ في (أ) : وتعرف.
(٧) ـ سعد بن أبي وقاص ـ قلت : واسم أبيه مالك ـ بن أهيب القرشي الزهري المكي أبو إسحاق أسلم قبل فرض الصلاة وشهد بدرا وما بعدها ، واعتزل بعد قتل عثمان.
قلت : هو كما قال الوصي ـ عليهالسلام ـ : لم ينصر الحق ولم يخذل ولم يخذل الباطل. إلا أن له مع معاوية مقامات حميدة ، يرجى له بها التوفيق للنجاة ، قد رد فيها على معاوية ونشر فيها فضائل أخي ـ